أربيل, الاثنين 27 فبراير، 2023
في بازيليك مار بطرس الفاتيكانيّة، أعلن البابا يوليوس الثالث في أبريل/نيسان 1553 شمعون يوحنا سولاقا بطريركًا على الكلدان، وألبسه الدرع المقدّسة، مسلّمًا إيّاه البراءة التي تمنحه السلطة على المشرق والهند والصين ليكون البطريرك الكلداني الأوّل.
حارس الكرسي في المشرق
لنتعرّف إلى البطريرك شمعون يوحنا سولاقا، لا بدّ من معرفة معنى المصطلح السرياني «ناطر كُرسيّا» الذي يُقابل في المعنى تقريبًا «وليّ العهد». أما ترجمته الحرفيّة فهي «حارس الكرسي»، وقد اقتصرت وظيفته الأساسيّة على تنظيم عمليّة انتخاب البطريرك وترتيب مراسم التنصيب. لكنه تحوّل إلى وليٍّ للعهد مع التغيير الذي أحدثه البطريرك شمعون الرابع الباصيدي (1437-1497) في نظام اختيار البطريرك لكنيسة المشرق الذي كان في الأصل قائمًا على الانتخاب، بسنّه قانون التوريث الذي يحصر اختيار البطريرك ضمن عائلته، عائلة أبونا الألقوشيّة (ألقوش ناحية شمال الموصل بالعراق).
بحلول العام 1551، كان التوريث قد خلق الكثير من المصاعب، وتدهورت الأوضاع وشغرت الكراسي المتروبوليتيّة، ورأى فريق من الأساقفة والكهنة ووجهاء الجماعة عدم جدارة المسؤولين المكلّفين الشؤون الكنسيّة، ولا سيّما حامي الكرسي حينها دنحا برماما الذي كان عمّه البطريرك شمعون السابع يهبالاها برماما قد رسمه متروبوليتًا وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره. رأى الفريق الإصلاحي أن الأمر مخالف لتقليد كنيسة المشرق الأصيل، فقرّروا في اجتماع عقدوه بالموصل في فبراير/شباط 1552، بحضور أساقفة أربيل وأذربيجان وسلماس ومعهم كهنة وشمامسة وبعض وجهاء الملّة، إسقاط قاعدة التوريث والعودة إلى القاعدة التقليديّة الشرعيّة لاختيار البطريرك، واختاروا بالإجماع سولاقا رئيس دير الربّان هرمزد بطريركًا شرعيًّا لكنيسة المشرق.