بيروت, الاثنين 27 فبراير، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس تلالاوس في 27 فبراير/شباط من كل عام. هو من قرّر الانصراف إلى الصلاة والتقشّف والتخلّي عن أمجاد العالم حتى بنى لنفسه ناووسًا ضيّقًا عاش فيه عشر سنوات تكفيرًا عن خطاياه.
اختار تلالاوس التخلّي عن أمجاد العالم والعيش لله وحده، فصعد إلى قمّة جبل عالٍ، وأنشأ على أنقاض هيكل للأوثان كوخًا بسيطًا ليسكن فيه.
حصّن تلالاوس ذاته بالإيمان والصلاة والتأمّل والبحث عن السكينة، ومارس أعمال التوبة وثابر في حياة التقشّف والزهد والصوم. كما بنى لنفسه ناووسًا ضيّقًا، هو عبارة عن صندوق خشبي، لا يمكنه الجلوس فيه إلّا محنيًا رأسه حتى ركبتيه. وظلّ تلالاوس على تلك الحال طوال عشر سنوات، يعيش في ذلك الصندوق الضيّق، ممجّدًا الخالق، صابرًا على المشقّات التي تنتج عن أسلوب عيشه وآملًا بنيل رحمة الله اللامتناهية.
ولمّا أتى المؤرّخ تاودوريطس لزيارته، سأله عن أسباب اختياره هذا النوع من العيش، فأجابه تلالاوس: «بسبب ثقل خطاياي، اخترعت هذه الطريقة للتوبة وبلوغ الخلاص الأبدي». وهكذا، تابع تلالاوس مسيرته ونهجه في التقوى إلى أن رقد بعطر القداسة في النصف الثاني من القرن الخامس.