ولكن، هل ندرك ما هو برصنا؟
إن كان البرص مرضًا يصيب جسم الإنسان، ما يجعل لحمه يهترئ ويتآكل، فبرص الروح هو البعد عن الله لأنّه يأكل حنايا الروح، فتنهار رويدًا رويدًا...
قد يظنّ بعضنا أن حياةً يملؤها النجاح المادي أو يحرز فيها المرء المناصب أو يتمتّع بما في هذه الدنيا من مباهج هي الحياة الجميلة...
لكن، لا قيمة لما يزول بل كلّ القيمة هي لما يبقى أبدًا وهو الله وما يمنحه الله للناس من نعم...
«أن نكون» يعني أن «نكون مع الله»، ومن دون الله نضحي مجرّد وجودٍ يفقد قيمته الأبديّة بالله ومع الله!
فتعالوا اليوم لنمنح الله برصنا، فيمنحنا الغفران ويعيد إلينا الحياة الحقيقيّة على مثال الأبرص الذي أضحى شاهدًا للربّ وهو ما يجعله نموذجًا مختلفًا عمّن يهملون العلاقة مع الله، ما إن تنتظم أمورهم.
عاد الأبرص إلى المجتمع بعدما كان يقيم في مكانٍ قفر، وأصبح يسوع هو الذي يلتجئ إلى أماكنٍ قفرة بكونه لمسه، فصار عرضةً للعدوى الجسديّة. كما أضحى منبوذًا من المجتمع بداعي لمس «الخاطئ» بمفهوم أفراده... فهل ندرك أنّ الله يأخذ حملنا عنّا كي نرتاح ونسعد ونحيا؟!
ربّما أضحى مرض البرص نادرًا في زماننا. في المقابل، يكثر المنبوذون من المجتمعات حتى في عصرنا ذي المقاييس المادّية... فالفقير أو المحتاج أو القليل الإمكانيّات قد يُهَمَّش من الناس الذين يفضّلون التقرّب من المقتدرين في سبيل تحقيق مصالحهم الخاصّة.
إنجيل اليوم يدعونا كي نتحلّى بالشجاعة والجرأة، على مثال الربّ يسوع، فنلمس بروحنا وقلبنا ويدنا آلام الناس، ونسعى، حتى لو كانت إمكاناتنا ضئيلة، لنتضامن معهم أو نعينهم على اختراق جدار الحاجة أو العزل الاجتماعي.
يسوع اخترق جدار الخوف من الناس، فهل سنسعى لنقتدي به؟!
خوري رعيّة سيّدة الانتقال في القبيّات. ناشط في مجالات عدّة، ومن مؤسِّسي مبادرة «صدق». يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إيصال الكلمة إلى الجميع، حاملًا فرح المسيح في قلبه وساعيًا من دون كلل إلى تغيير الواقع الراهن من أليم إلى مشرق.