بيروت, الجمعة 24 فبراير، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة البارّة مارغريت التائبة في تواريخَ مختلفة، منها 24 فبراير/شباط من كل عام. هي من عرفت الخطيئة، لكنها ندمت عن كل ذنوبها حين لامست نعمة الله أعماقها.
وُلِدَت مارغريت في العام 1247. هي إيطاليّة الأصل، توفّيت أمّها في سنّ مبكرة، فتزوّج والدها مرّة ثانية إلّا أن زوجته لم تعاملها جيّدًا. تميّزت مارغريت بجمالها الأخّاذ، لكنها كانت فقيرة جدًّا ووقعت في شباك رجل غني عبّر لها عن عشقه العميق، وأنفق عليها المال الكثير كي يوفّر لها حياة الترف ويتمكّن من جعلها تخضع له. ثمّ مات عاشقها مقتولًا، فتأثّرت مارغريت جدًّا لمّا رأته في تلك الحالة حتى لامست نعمة الله أعماقها المكبّلة بسلاسل الخطيئة، فتابت نادمةً على كل ما فعلته من ذنوب، عائدةً إلى أحضان الآب السماوي.
بعدئذٍ، توجّهت مارغريت إلى دير مار فرنسيس واعترفت بخطاياها، واختارت الحياة الرهبانيّة. تسلّحت بأسمى الفضائل الروحيّة، وراحت تمارس أعمال التقشّف والصوم والتجرّد وتتناول القربان المقدّس الذي بات سرّ بهجتها وشفاء نفسها. متسلّحةً بإيمانها القويّ، راحت مارغريت تنتصر على كل ما تتعرّض له من تجارب.
بعدها، سطعت شمس محبّة القديسة البارّة للفقراء عبر إعطائهم المال الذي كانت تحصده من عملها. وقد منحها الله أيضًا موهبة صنع العجائب، واشتهرت بتواضعها وتوبتها. ويُروى أنّها وضعت حبلًا حول عنقها ذات يوم، وراحت تتجوّل في شوارع المدينة برفقة امرأة، وهي تصرخ بأعلى صوتها: «هذه هي مارغريت التي أهلكت نفوسًا كثيرة». وقد كرّرت ذلك الفعل من أجل التكفير عن خطاياها، وتاب كثيرون على يدها قبل انتقالها إلى الحياة الأبديّة في العام 1297.