حلب, الاثنين 20 فبراير، 2023
منذ أن ضرب الزلزال المدمّر تركيا والشمال السوري، برزت مساهمات المسيحيين الإغاثيّة، خاصّة في حلب، المدينة الأكثر تضرّرًا في البلاد. وانقسمت الجهود المبذولة فيها بين مبادرات فرديّة من جهة وعمل المنظمات والرهبانيّات والطوائف المسيحيّة من جهة أخرى، والتي عملت في الساعات الأولى على توحيد جهودها والتنسيق في ما بينها باهتمام كبير ومتابعة من السفير الباباوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري والمطران يوحنا جهاد بطاح، أوّل الحاضرين إلى المدينة.
للوقوف على العمل المشترك للجهات الكنسيّة من البداية حتى اليوم، أجرت «آسي مينا» لقاءً مع منسّق حلب في لجنة خدمة المحبّة في سوريا وعضو اللجنة المسكونيّة للإغاثة في المدينة جيمي كورجي، فقال: «مع الساعات الأولى لصدمة المسيحيين في حلب إثر الزلزال المخيف الذي هزّها بعنف، فتحت الكنائس أبوابها فجر السادس من فبراير/شباط لتكون الاستجابة الأولى للكنائس عفويّة من دون تفكير أو تخطيط، محتضنةً الناس بمختلف أديانهم في صالاتها ومسارحها وصفوف مدارسها، وأحيانًا في الكنيسة نفسها. فقد بحث أبناء حلب عن "الاحتضان" جرّاء صدمة جديدة كانت بعيدة عن خبرات النجاة التي اكتسبوها بعد سنين عدّة من الحرب لم تتعافَ منها عائلات المدينة بعد».
وتابع: «في خلال 24 ساعة، بدأت الاستجابة الأولى الطارئة تنتظم، وشملت توزيع آلاف الأغطية على 26 مركزًا كنسيًّا موقّتًا، فضلًا عن تأمين وجبات طعام دوريّة لعائلات، بينها من غادر أفرادها منازلهم بثياب نومهم. وتجاوز عدد المتضرّرين الـ15 ألف شخص في الأيّام الأولى، علمًا بأن هذه الأعداد تزداد وتتناقص بين الصباح والمساء، مع ارتفاع شدّة الهزّات الارتداديّة وتراجعها».
وأضاف: «إن ارتفاع تواتر الاحتياجات وتنوّعها دفع مجلس الأساقفة في حلب في خلال الأيّام الأولى إلى تشكيل اللجنة المسكونيّة للإغاثة في المدينة والتي تضمّ 11 ممثّلًا عن كل كنيسة، ويرأسها المطران يوسف طوبجي لتنظيم العمل الإغاثي بين الكنائس والهيئات العالميّة والمحلّية الفاعلة على الأرض، بالتنسيق الكامل مع لجنة خدمة المحبّة في سوريا التي يرأسها المطران بطاح والتي تشكّل حلقة الوصل بين المؤسّسات الكاثوليكيّة المانحة (الرواكو) والكنائس المحلّية».