تقديم خدمات اجتماعيّة متعدّدة في مختلف القطاعات، ولا سيّما للأطفال وأصحاب العمر الثالث، ومنهم لاجئون وأجانب من جنسيّات مختلفة. وتشمل توزيع حصص غذائيّة وتأمين المأوى والمساعدات الماليّة الطارئة والدعم النفسي والاجتماعي، وخدمات تربويّة خاصّة في مراكز التعليم المتخصّص للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة وعددها أربعة.
برامج خاصّة بالأجانب المقيمين في لبنان، فتوفّر لهم ما يحتاجون إليه من سبل الرعاية الصحّية والاجتماعيّة والسكنيّة والقانونيّة وسواها.
تعزيز التنمية المستدامة، وتأمين المساكن لإيواء عائلات محتاجة، والمطاعم التي تُقدّم الغذاء اليومي لمن يطلبونه.
ولقد عملت كاريتاس-لبنان جاهدةً للانفتاح على المجتمع الدولي من خلال اجتماعات مكثّفة مع عدد كبير من سفراء الدول الكبرى ومع مختلف المنظّمات الدوليّة والجهات المانحة. وفي المقابل، زارها عدد من البعثات الدبلوماسيّة وكذلك الجهات المانحة، وقد أتت لتنفيذ برامجها ووضع خطط استراتيجيّة. وإن كاريتاس-لبنان مشكورة، كانت وما زالت داعمةً للإنسان والإنسانيّة رغم كل المعضلات والمصاعب. وستظلّ دائبة في دعمها المحتاجين ليس فقط في لبنان، بل وفي البلدان المجاورة، إذ وسّعت نطاق عملها لتصل إلى سوريا عبر شبيبة كاريتاس بعد الزلزال الذي أصابها. لكنّها لا تستطيع أن تكمل مسيرتها العطائيّة إلّا من خلال استمرار دعم الجهات المانحة والمنتشرين اللبنانيين، ومساعدة الأيادي البيض التي لطالما كانت الداعم الأبرز لها على الصعيدين الإنساني والمادّي. كلّهم نذكرهم في هذه الذبيحة المقدّسة لكي يعوّض الله عليهم بفيضٍ من عطاياه وبركاته لكي يظلّوا شاهدين لمحبّة الله في العالم.
7.العرس في قانا هو المجال الأوّل، حيث بدأ يسوع الرسالة الموكلة إليه من الآب، وقد حانت ساعتها عند طلب أمّه: «ليس عندهم خمر». فأجرى الآية وأعلن البشرى الجديدة، أي حلول ملكوت الله الموعود في الكتب المقدّسة منذ أجيال، «فأظهر مجدَه وآمن به تلاميذه». بالحقيقة من يقبل كلام المسيح، يقبل الملكوت نفسه.
8.عرس قانا صورة مصغّرة عن الكنيسة: يسوع رأسها والتلاميذ أركانها ومريم أمّها والجماعة الحاضرة نواة شعبها. الماء المحوّل خمرًا استباق للإفخارستيّا ولتحويل الخمر إلى دمِهِ المراق لفِداء البشر. العروسان أوّل كنيسة مصغّرة بيتيّة. العرس في قانا هو أوّل زواج كَسِرٍّ بعد زواج يوسف ومريم. الخمرة الجيّدة هي رمز محبّة الله ونعمته.
9.مريم أمّ يسوع وأمّ الكنيسة تشفع من أجل أعضاء جسد ابنها، البشر المفتدين بدمه. تلتمس تدخّل ابنها، الوسيط الوحيد بين الله والناس، هي التي جعلت نفسها «أمة الربّ»، المستعدّة لخدمة عطاءاته المجّانيّة، النابعة من استحقاقات المسيح ابنها. بوساطتها وتشفّعها، تدعم اتّحاد المؤمنين المباشر بالمسيح: «افعلوا ما يقول لكم». إن وساطتها مرتبطة بأمومتها الحاضرة، بدون انقطاع في الكنيسة، حضور الوسيط الذي يتشفّع. ولهذا تدعوها الكنيسة: «المحامية والمعينة والمغيثة والوسيطة» (الدستور العقائدي في الكنيسة 62). مريم الحاضرة في الكنيسة هي مثال الإيمان والمحبّة في اتّحادها الكامل بإرادة الآب وعمل الفداء الذي يتمّمه ابنها، وإلهامات الروح القدس، بل هي التحقيق النموذجي لسرّ الكنيسة (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة 967). وهي علامة رجاء أكيد وتعزية للبشر أجمعين (المرجع نفسه 972).
10.في عرس قانا، أيّها الأحبّاء، تظهر قدسيّة الزواج وكرامته. لقد قدّسه يسوع بحضوره وأصبح «كنيسة بيتيّة مصغّرة». هذه القدسيّة والكرامة تأتيه من حضور يسوع وأمّه وتلاميذه في العرس، فكانوا مع العروسَيْن والمدعوّين الكنيسة الناشئة، كما قلت. «استبقاء الخمرة الجيّدة إلى الأخير»، وهي عطيّة يسوع بتشفّع أمّه، إنّما يرمز إلى خمرة النعمة والمحبّة الإلهيّة التي تقدّس حبّ العروسين، وتعضدهما في مسيرة حياتهما الزوجيّة والعائليّة، وتشكّل ينبوع سعادتهما.
هذا هو «المجد الإلهي الذي أظهره يسوع، وآمن به تلاميذه» (يو 2: 11).
أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء،
11.العرس هو فرحة العمر في حياة الإنسان والمجتمع. وكم كنّا نودّ مع الشعب اللبناني أن نعيش فرحة عرس العيش معًا في وطنٍ لبناني يؤمّن فيه المسؤولون السياسيّون، ولا سيّما نوّاب الأمّة طيبَ الحياة للجميع، بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة لكي تعود الحياة الدستوريّة المنتظمة بمجلس نوّابٍ يعود ليكون هيئة تشريعيّة، وبحكومة شرعيّة كاملة الصلاحيّات كسلطة إجرائيّة.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
فيا أيّها المسؤولون السياسيّون، النوّاب، النافذون، والمعطّلون بوجهٍ أو بآخر، «ما حدا يقول أنا مش منهم»، لقد حوّلتم عرس لبنان وشعبه، وجمال طبيعته، وغنى موارده إلى مأتم كبير. ووشّحتموه برداء أسود من الفقر والجوع والحرمان والتهجير. تهجّرون الشعب من وطنه، وتفتحون أبوابه لمليونين وثلاث مئة ألف نازح سوري، وهو ما بدأ يفوق نصف عدد الشعب اللبناني ويهدّد لبنان والكيان.
ترفضون أيّ نصيحة من الدول الصديقة والحريصة على استقرار لبنان واستعادة قواه، وكل دعوة ملحّة لانتخاب رئيس للجمهوريّة، فتدعون ذلك تدخّلًا ومسًّا بكرامتكم. إنّهم يريدون حماية لبنان منكم، من كل عدوّ له يأتيه من الداخل، وانتشال الشعب من براثن أنانيّاتكم وكبريائكم ومشاريعكم الهدّامة. فلا لبنان خاصّتكم، بل خاصّة شعبه! ولا الشعب غنيمة بين أيديكم، بل غنًى لوطنه لبنان. فارفعوا أيديكم عن لبنان وشعبه.
إخوتي، أخواتي،
12. هذه الصرخة نستودعها رحمة الله وأبوّته للجميع، فهو الإله العادل ماقت الشرّ والظلم. له المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.