بيروت, السبت 18 فبراير، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار شهداء صور الخمسمئة في 19 فبراير/شباط من كل عام. هم من أعلنوا إيمانهم الحقّ واستشهدوا حبًّا بالمسيح.
«لا تخجل بشهادة ربّنا، ولا بي أنا أسيره، بل اشترك في احتمال المشقّات لأجل الإنجيل بحسب قوّة الله» (2 تي 1: 8). ننطلق من هذه الآية من الكتاب المقدّس لنرجع في الزمن إلى مطلع القرن الرابع، لمّا كان المسيحيّون يعيشون الاضطهاد الشديد في عهد الملك ديوكليسيانس كي نتأمّل في سيرة شهداء صور الأبطال الخمسمئة الذين سفكوا دماءهم حبًّا بالربّ يسوع من أجل المحافظة على جوهر إيمانهم الحيّ بكلمته المقدّسة ونيل الحياة الأبديّة.
ونذكر من هؤلاء الشهداء الأسقفَيْن تيرانيوس وسيلوانس والكاهن زينوبيوس. ويُروى أن القائد العسكري فيتوريوس أمر جميع أبناء صور بالسجود وتقديم البخور إلى الأوثان. حينئذٍ، تقدّم الأسقفان والكاهن وجميع من كان معهم من المؤمنين، باسم المسيح النابض في عروقهم وبقوّته، معلنين بكل جرأة إيمانهم القويم بالمسيح الذي صُلِبَ ومات وقام من أجل خلاصنا.
عرف هؤلاء الأبطال شتّى أنواع التعذيب لأنهم تمسّكوا بكلمة ربّنا وإيمانهم الذي لا يُقْهَر، فراح الجلّادون يضربونهم ويمزّقون أجسادهم بلا رأفة أو رحمة، ثمّ ألقوا بهم إلى الوحوش المفترسة كي تبتلعهم، إلّا أنّها لم تؤذهم. وبعدها، واصلوا استخدام أساليب التعنيف معهم، فأحرقوا أجسادهم بالنيران الملتهبة. وفي نهاية درب جلجثتهم، نالوا إكليل المجد بقطع أعناقهم في العام 304.