بيروت, السبت 18 فبراير، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار البابا القديس لاون الكبير في تواريخَ مختلفة، منها 18 فبراير/شباط من كل عام. هو من تميّزت حبريّته بمواقف حكيمة وشجاعة في دفاعه عن الإيمان الحقّ وكنيسة المسيح.
وُلِدَ البابا لاون الكبير في أواخر القرن الرابع في إيطاليا، وترعرع في عائلة صالحة توسكانيّة الأصل. ثمّ تتلمذ على يد القديس كيرلس الكبير، ونال ثقافة واسعة في مختلف العلوم والشؤون الدينيّة. بعدها، جعله البابا سكستس الثالث مستشارًا له. ولمّا مات الأخير في العام 440، انتُخِبَ لاون خلفًا له.
عند تولّيه السدّة البطرسيّة، برزت شجاعته في الدفاع عن كنيسة المسيح. وراح هذا البابا القديس يبعث برسائله المعبّرة عن روح الإيمان الحقّ إلى الشرق والغرب، محاربًا البدع المنتشرة في زمانه. واستطاع أيضًا بفضل حكمته الوقوف في وجه البرابرة الذين سيطروا على روما وسرقوها.
نجح هذا القديس في الجمع بين الصرامة والرأفة، فكان مثالًا يُهتدى إليه، إذ رعى الشعب والكهنة بالوعظ والتعليم والمثل الصالح. وفي العام 451، أصدر أمرًا بعقد المجمع المسكوني في خلقيدونية وحضره يومها ستّمئة وثلاثون أسقفًا، كانوا شرقيين باستثناء خمسة منهم، وصادقوا جميعهم على رسالة البابا لاون التي حدّد فيها جوهر الإيمان القويم في شأن شخص يسوع ذي الطبيعتَيْن الإلهيّة والبشريّة.