دمشق, الخميس 16 فبراير، 2023
تواصل الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط اجتماعاتها في بيت عنيا-حريصا في لبنان لغاية السبت 18 فبراير/شباط الحالي. وتتضمّن هذه اللقاءات وقتًا لتعميق مسيرة التمييز لشعب الله في المشرق والسير معًا «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة».
للوقوف على تفاصيل المرحلة القارّية الثانية من المسار السينودسي، أجرت «آسي مينا» لقاءً مع رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك والمنسّق البطريركي للكنيسة في السينودس المطران يوحنا جهاد بطاح الذي قال إن «هذه المرحلة تمثّل رياضة روحيّة كي نستوعب ونستلهم ما يقوله الروح القدس لكنائس الشرق، والمكان الذي نحن موجودون فيه ملائم جدًّا لتحقيق هذه الغاية. وعلى عكس المرحلة التمهيديّة التي كانت في الأبرشيّات وعلى مستوى الكنائس، فإن المشاركة في المرحلة القارّية الحاليّة هي على مستوى الدول، بحيث عملت كل دولة على تنسيق تقاريرها وتقديمها لتدور النقاشات حولها».
وتابع: «بالنسبة إلى المشاركة، فقد كانت من كل بلدان الشرق الأوسط، لكن ما يؤخذ عليها هو قلّة عدد العلمانيين قياسًا بعدد الإكليروس والرهبان المشاركين غير أن الجميل في الأمر هو أن الكنيسة الشرقيّة اعتُبِرَت قارّة من بين القارّات الأخرى، وهذا مهمّ وقد عزّزه حضور جميع بطاركة الشرق الكاثوليك وحضور كاردينالين من روما، وهو ما يقدّم صورة واضحة لناحية الأهمّية التي يوليها الكرسي الرسولي للحضور المسيحي في المشرق».
وأضاف: «الأجواء حتى الآن إيجابيّة وتمخّضت عن أمور كثيرة يجب رفعها إلى المسؤولين لأخذ قرارات بشأنها. كانت هناك طروحات جريئة وفي الوقت نفسه خوفٌ عند البعض من التعبير. نأمل في الأيّام المتبقّية بالتوصّل إلى نتائج مُرضية، وبأن يحقّق البيان الختامي المطلوب، وبأن نستطيع إيصال صوت الكنائس الشرقيّة إلى الكنيسة الجامعة. فالناس ينتظرون الكثير من هذا السينودس المنعقد في ظلّ ظروف صعبة تعصف بالمنطقة وتتطلّب من العالم صحوة ضمير في التعامل معها وفي إزالة الحصار عن سوريا خصوصًا، لما له من تأثير أيضًا على لبنان والأردن والعراق. لذلك، لا يمكننا القول إن سوريا وحدها محاصرة بل المشرق كلّه محاصر ومتضرّر من هذا الحصار. أتمنّى أن يكون السينودس صحوة كي يلتفت الغرب أكثر إلى الشرق».