بعد زلزال مدمّر ضرب تركيا والبلدان المجاورة وأدّى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى، ما زالت عمليّات الإغاثة جارية لإنقاذ مواطنين عالقين تحت الأنقاض، منهم الأب عماد ضاهر، كاهن رعيّة السيّدة العذراء للروم الملكيين الكاثوليك في حلب.
في سياق متصل، حدّدت وزارة الصحة السوريّة عدد القتلى بـ326 والجرحى بـ1042 إلا أنه يُتوقّع ارتفاع هذه الحصيلة بشكل كبير في الساعات المقبلة.
في الأحياء التي يقطنها مسيحيّون في حلب، أفادت المعلومات بمقتل ميرنا ميناسيان تنكجيان وابنها ألبير.
تزامنًا، تجري محاولات إنقاذ مجدي بونجة من تحت أنقاض البناء نفسه الذي يقبع فيه الأب ضاهر.
أمّا المطران السابق للروم الملكيين الكاثوليك في حلب يوحنا جنبرت، فقد أُنزِل عن طريق سلّم خارجي وهو الآن بصحّة جيّدة.
إلى ذلك، تضرّرت الهياكل الخارجيّة لغالبيّة الكنائس المسيحيّة في المدينة، حيث هُدِمَ سور كنيسة القديسة تريزيا الطفل يسوع في حيّ السريان الجديد، وتحطّمت لوحة الفسيفساء الخارجيّة في كنيسة القديس جاورجيوس في حيّ السريان القديم. كما تضرّرت كاتدرائيّة النبي الياس والكنيسة الإنجيليّة في حيّ الفيلات، ومدرسة الآباء المختارين للأرمن الكاثوليك، ومدرسة كيليكيا للأرمن الأرثوذكس، وأبراج كنيسة اللاتين في حيّ العزيزيّة.
ومع تتالي الهزّات الارتداديّة وخوف الناس من سقوط أبنيتهم السكنيّة، تقبع الغالبيّة في اللحظات الراهنة في الساحات أو الأماكن الخالية من العمران. كما أعلنت كل الطوائف المسيحيّة في حلب فتح أبواب كنائسها وصالاتها وأقبيتها للجوء الناس إليها، ورجت جميع المتضرّرين إبلاغ الكنيسة عن أوضاعهم لتقديم المساعدات اللازمة إليهم بصورة فوريّة.
وتجدر الإشارة إلى أن الزلزال الذي ضرب جنوب غرب تركيا والشمال السوري وساحله يُعدّ أكبر كارثة طبيعيّة لم تشهد لها المنطقة مثيلًا منذ أكثر من 200 عام، وبلغت قوّته عند منطقة غازي عنتاب في تركيا 7.8 درجات على مقياس ريختر، موديًا بحياة آلاف القتلى والجرحى.