القاهرة, السبت 11 فبراير، 2023
بعد فوز فريق مشروع ترميم مخطوط مزامير داوود النبي بجائزة زاهي حواس للمصريّات وتكريمه في دار الأوبرا في القاهرة، عاد إلى الواجهة ذلك المخطوط الذي وصفه بعض الباحثين بأنه الاكتشاف الأهمّ في القرن العشرين.
للتعرّف على المخطوط واكتشافه ومراحل ترميمه التي تمّت بخبرات مصريّة وبتمويل محلّي، أجرت «آسي مينا» لقاءً مع مديرة إدارة ترميم المتحف القبطي شيرين ليون ناشد التي قالت إن «كتاب المزامير اكتُشِفَ في مقبرة مسيحيّة داخل قرية المضلّة في محافظة بني سويف في العام 1984. وهو يعود إلى القرن الرابع أو الخامس على أبعد تقدير، ويتألف من 151 مزمورًا ليكون بذلك أقدم نسخة كاملة للمزامير مُكتشفة حتى يومنا الحالي. بالنسبة إلى صفحات الكتاب، فهي من الرقّ (جلد غزال) وعددها 244 صفحة مقسّمة إلى ملازم. أمّا الغلاف، فمصنوع من الخشب المغلَّف بطبقة من الجلد، وكعب المخطوط من الجلد أيضًا».
وأضافت ناشد: «وُجِدَ الكتاب تحت رأس طفلة مسيحيّة ميتة، وفقًا للعادة المتّبعة عند المصريين القدماء لما لها بحسب اعتقادهم من تأثير إيجابي على حالة المتوفّى عند مروره إلى المرحلة التالية من حياته. ولحسن الحظ أن السوائل التي تسقط عادةً من الرأس لم تنتشر على كامل المخطوط، فكان التلف الكبير محصورًا في أجزاءٍ منه فقط. وبعد فصل صفحاته الملتصقة عن بعضها، دخل الكتاب المتحف القبطي في القاهرة في العام 1986، وأصبح متاحًا للعرض منذ العام 1992. ومع إعادة افتتاح المتحف بحلّته الجديدة في العام 2006، وُضِعَ في قاعة مخصّصة له وحده ضمن واجهة عرض زجاجيّة ليجذب الزوّار».