القدس, الجمعة 27 يناير، 2023
كشفت كنائس الأراضي المقدّسة النقاب عن فسيفساء وأنقاض معبدٍ وثني يعود إلى العام 132، أسفل القبر المقدّس من الجهة اليمنى، في خلال إجراء عمليّات ترميم لأرضيّة كنيسة القيامة المقدّسة.
بُنِيَ هذا المعبد المعروف باسم «أفروديتيس» في عهد الإمبراطور هادريان، إبّان فترة الاضطهاد الروماني للمسيحيين، فوق القبر المقدّس الذي دُفِنَ فيه المسيح، بهدف إبعاد المسيحيين عن المكان. كذلك، بنى هادريان تمثالًا لكبير الآلهة «زيوس» فوق «الجلجثة» حيث صُلِبَ المسيح.
يروي لنا التقليد المسيحي أن القبر المقدّس لم يُعرف في بادئ الأمر بشكله الحالي، بل كان عبارة عن حجرَيْن كبيرَيْن حفرهما يوسف الرامي في الصخر ليبني قبرًا لنفسه ودُفِنَ فيه يسوع المسيح، لكن هادريان ملأ الحجرَيْن بالتراب والصخور، مشكّلًا مربّعًا لحمل أساسات تمثال «أفروديت» فوق القبر.
في العام 313، أصدر الإمبراطور قسطنطين الكبير مرسوم ميلانو، وسمح للمسيحيين بممارسة العبادة والطقوس الدينيّة بحرّيةٍ تامّة، وأوقف اضطهادهم بعد اعتناقه المسيحيّة، ثمّ هدمت والدته القديسة هيلانة التماثيل والمعبد نحو عام 331، وأمرت بتنظيف الصخور حول القبر وبناء حلقة دائريّة من حوله، وبَنَتْ قبّةً له سُمّيت «قبّة القيامة»، وشرعت ببناء كنيسة القيامة التي انتهى تشييدها نحو العام 339.