نيجيريا: كاهن يروي اللحظات المروّعة لهجومٍ استهدف مسيحيين

بعض ضحايا الهجوم الذي أودى بحياة 11 شخصًا في ولاية بينو، نيجيريا بعض ضحايا الهجوم الذي أودى بحياة 11 شخصًا في ولاية بينو، نيجيريا | Provided by: Fr. Moses Aondover Iorapuu/ACI Africa

قُتِلَ ما لا يقلّ عن 11 شخصًا، معظمهم كاثوليك، عندما هاجم أفراد يُشتبه بأنهم من رعاة الفولاني قريةً تقع في محيط معسكر أباجينا لنازحي الداخل في أبرشيّة ماكوردي النيجيريّة، وفق ما قال كاهن كاثوليكي لوكالة «آسي أفريقيا».

وتحدّث الأب موسى أوندوفر إيورابو، القيّم العام الرعويّ في أبرشيّة ماكوردي، لـ«آسي أفريقيا» عن الاضطهاد «المروّع» الذي تعرّض له الكاثوليك في هذا الهجوم.

وقال إيورابو: «إن صور الهجوم مرعبة، وما زلتُ أشدّد على أن تنظيم داعش نفسه لا يستطيع أن يرتكب عملًا وحشيًّا مماثلًا». وأضاف: «بعد عمليّة القتل، قطع هؤلاء الرجال رؤوس البعض وأخذوا الأشلاء بعيدًا، وهو ما يؤشّر إلى هويّة الفاعلين».

وأوضح أوندوفر أن «الهجمات حصلت الخميس 19 يناير/كانون الثاني الحالي في محيط مخيّم أباجينا للنازحين نحو الساعة التاسعة مساءً»، لافتًا إلى أن هذه القرية قريبة من ماكوردي، عاصمة ولاية بينو.

وذكر أن هناك «11 قتيلًا بينهم نساء وأطفال»، مشيرًا إلى أن «أشخاصًا آخرين مصابين بجروح خطرة موجودون في المستشفى».

وأفاد أوندوفر بأن «جميع ضحايا الهجوم تقريبًا هم من الكاثوليك»، مضيفًا أن «المهاجمين ينتمون إلى الفولاني حسب رواية الناجين».

وأعرب عن أسفه لتأخُّر عناصر الأمن في الاستجابة، قائلًا إن «ردّ الشرطة والجيش يتّسم كالعادة بوصولٍ متأخّر إلى مكان الواقعة، فيما المهاجمون ما زالت هويّاتهم مجهولة».

وأشاد أوندوفر بردّ الكنيسة على تلك الهجمات، قائلًا إن دورها جليٌّ في ما تفعله مؤسّسة العدالة والتنمية والسلام، وهي كيانٌ كاثوليكي غير هادف للربح «يتبنّى نهجًا قائمًا على الحقوق بهدف تعزيز كرامة الأشخاص عمومًا وحماية حقوقهم، خصوصًا الفقراء والأكثر ضعفًا».

وقال أوندوفر إن الهجوم على القرية المحيطة بمخيّم أباجينا دفع أيضًا «السكان إلى ترك مساكنهم قسرًا»، مبديًا أسفه «للهجمات المتواصلة من دون أن يكون هناك ردّ فعل مُجْدٍ من الحكومة أو حتى عمليّة توقيفٍ واحدة». وأردف: «نشعر بإحباط شديد وبأن حكومتنا والمجتمع الدولي تخلّيا عنّا».

تعاني نيجيريا جرّاء انعدام الأمن منذ العام 2009 عندما بدأت جماعة «بوكو حرام» تمرّدًا هدفه تحويل البلاد إلى دولة إسلاميّة.

ومذّاك، شنّت «بوكو حرام»، وهي إحدى أكبر الجماعات الإسلاميّة في أفريقيا، هجماتٍ إرهابيّة عشوائيّة ضدّ أهداف مختلفة، بما فيها المجموعات الدينيّة والسياسيّة والمدنيّة.

وما زاد من تعقيد الوضع الأمني في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا هو تورّط رعاة الفولاني في النزاع، وهؤلاء غالبيّتهم من المسلمين ويُشار إليهم أيضًا باسم ميليشيا الفولاني، وكانوا قد اشتبكوا مرارًا مع مزارعين مسيحيين على أراضٍ خصبة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته