لندن, السبت 14 يناير، 2023
الوضع اللبناني المتردّي ودعوة القوى الدوليّة المهتمّة بلبنان إلى مساعدته سياسيًّا لتجاوز أزمته الراهنة وسواها من المسائل حضرت في زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بريطانيا التي امتدّت من 7 حتى 14 يناير/كانون الثاني 2023.
حمل الراعي في جعبته ملفاتٍ عدّة متّصلة بالوضع اللبناني، أوّلها الأزمة السياسيّة المتمادية المتمثلة بفراغ سدّة رئاسة الجمهوريّة وعدم انتخاب رئيسٍ جديد يؤمّن انتظام الحياة الدستورية في البلاد. وكرّر دعوته القوى الدوليّة المهتمّة بلبنان، ومنها بريطانيا، إلى مساعدته سياسيًّا لتجاوز أزمته الراهنة وتجنيبه تداعيات الصراع الإقليمي المتفاقم. وجدّد دعوته السابقة إلى ضرورة تهيئة الظروف الداخليّة والخارجيّة لتكريس حياد لبنان الإيجابي الذي يضمن مستقبله التعدّدي ضمن وحدته ورسالته الحضاريّة التاريخيّة في الشرق والعالم كلّه في إطار رعاية دوليّة.
وطرح البطريرك الماروني ملفّ الأزمة الاقتصاديّة وتداعياتها الخطيرة لجهة دفع اللبنانيين إلى الهجرة، وتهديد الأرض اللبنانية بإفراغها من أصحابها وسط وجود حوالى مليوني نازح سوري ونصف مليون لاجئ فلسطيني. وجدّد دعوته المجتمع الدولي لإيجاد حلٍّ لأزمة النازحين السوريين وإعادتهم إلى سوريا، حفاظًا على تراثها ووحدتها وحضارتها ودورها، بالإضافة إلى تجديد المطالبة بضرورة تطبيق حقّ عودة الفلسطينيين وفق القرارات الدوليّة.
وعرض الراعي مع المسؤولين الرسميين كيفيّة تعزيز الدعم الاقتصادي للبنان من خلال تطوير مبادرات التنمية المستدامة التي تكفل رسوخ الناس في أرضهم اللبنانيّة. وتتركّز هذه المبادرات في المجال البيئي الثقافي الذي انطلق مع عدد من الأجهزة الرسميّة البريطانيّة منذ العام 2003 مع زيارة البطريرك الراحل صفير لندن.