-أين يجدر بنا أن نبحث عن يسوع لنجده؟!
لكن الربّ يسوع قال: «لِلثَعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَمَاءِ أَوْكَارٌ، وأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ، فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ» (مت 8: 20)!
إذًا، أين يجب أن نبدأ بحثنا؟
البداية مع كلمات البابا فرنسيس الآتية: «من الأهمّية بمكان أن نعرف كيف نميّز: فالخيارات الكبيرة يمكن أن تولد من ظروف يبدو للوهلة الأولى أنها ثانويّة، لكن يظهر بعدها أنها مقرّرة. لنفكّر باللقاء الأوّل لأندراوس ويوحنا مع يسوع، لقاء وُلِدَ من سؤال بسيط: "ربّي، أين تقيم؟"، "تعاليا وانظرا". إنه حوار قصير جدًّا لكنه شكّل بدايةَ تحوّلٍ طبعت حياتهما كلَّها. بعد سنوات، لا يزال القديس يوحنا البشير يتذكّر هذا اللقاء الذي غيّره إلى الأبد، وهو يتذكّر أيضا الساعة: "نحو الساعة العاشرة" (أي الرابعة من بعد الظهر). إنها الساعة التي التقى بها الزمن والأبديّة في حياة يوحنا. وفي القرار الصائب والجيّد، تلتقي إرادة الله مع إرادتنا، كما تلتقي مسيرة الحياة بمسيرة الأبديّة. اتخاذ القرار الصائب بعد مسيرة من التمييز يعني حصول اللقاء بين الزمن والأبديّة» (تعليم الأربعاء الأسبوعي، في 30 أغسطس/آب 2022).
أن ننظر إلى «حيث يقيم» الربّ يشكّل دعوةً للتقرّب من الله بالطريقة التي أرادها، والربّ يسوع أوضح أنه «الطريق والحقّ والحياة» (يو 14: 6). وبالتالي، من أراد معرفة يسوع، عليه أن يتعمّق في كتابه المقدّس، وأن يتغذّى من القربان، وأن ينظر إلى وجه الفقير والمظلوم والمحتاج على أنه وجه يسوع وهو ما نجده في تقليد الكنيسة.
ولكن، تمرّ أيّامٌ كثيرة نلتقي فيها الربّ في كلّ ما سبق من دون أن نشعر بحرارة اللقاء التي شعر بها أندراوس ورفيقه.