القديس يعقوب أسقف نصيبين... مثال الراعي الصالح لكنيسة المسيح

كنيسة القديس يعقوب في نصيبين كنيسة القديس يعقوب في نصيبين | Provided by: Wikimedia Commons

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس يعقوب أسقف نصيبين في 13 يناير/كانون الثاني من كل عام. هو من عاش حياة النسك والزهد، وتميّز بمحبّته للفقراء والأيتام والأرامل، فاستحقّ أن ينال المجد الأبدي.

أبصر يعقوب النور في مدينة نصيبين، إحدى مدن ما بين النهرين. نشأ منذ حداثته على محبّة الفقراء والمساكين، وسلّح ذاته بروح التقوى والصلاة. ثمّ درس العلوم، وسطع نجمه في هذا المجال. بعدها، عاش حياة الزهد والتقشف والصوم حتى اشتهرت قداسته وأشرقت نورانيّة فضائله.

لمّا مات أسقف نصيبين، انتخبه الإكليروس والشعب أسقفًا عليهم. فكان مثال الراعي الصالح الأمين لكنيسة المسيح، وشارك في مجمع نيقية في العام 325، ولمع في دفاعه عن المعتقد الكاثوليكي.

استمرّ هذا القديس في أسقفيّته، متمسّكًا بأسمى النعم الروحيّة. وكانت مائدته بسيطة؛ طعامه عشب الأرض وشرابه الماء فقط. لذلك، كان نحيفًا جدًّا، وكانت ثيابه متواضعة، فارتدى مسحًا من الشعر يتّقي به حرّ الصيف وبرد الشتاء. كما تركّز همّه الأكبر على تعزية الحزانى وزيارة المرضى والعناية بالأرامل والأيتام.

كان هذا القديس معلّم القديس أفرام، وأعاد بناء كنيسة نصيبين، وبنى أيضًا مدرسة، موليًا مسؤوليّة إدارتها إلى مار أفرام الذي لازمه وكتب عنه.

في العام 338، حاصر ملك الفرس سابور مدينة نصيبين بجيوشه، وقرّر أن يدخلها بالسيف والنار، لكن العناية الإلهيّة حفظت أهلها بفضل صلاة القديس يعقوب وتضرّعاته، فعاد حينئذٍ ملك الفرس من حيث أتى.

وكان القديس يعقوب من أهمّ الذين وضعوا أسس الحياة النسكيّة التي تبعها الكثيرون من آبائنا وأجدادنا حتى اليوم، وما زال نموذجًا في العطاء والقداسة، يُهتدى به في قلب كنيستنا. رقد بعطر القداسة في العام 338.

لنُصَلِّ مع القديس يعقوب أسقف نصيبين في عيده كي نتعلّم على مثاله عيش فرح العطاء ومحبّة الفقراء والبساطة، ونهتمّ بتحصين ذاتنا بفضيلة التواضع لنستحقّ بلوغ مجد الربّ الأبدي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته