الفاتيكان, الأحد 8 يناير، 2023
انتُخِبَ الكاردينال جوزيف ألويسيوس راتزينغر بابا للكنيسة الكاثوليكيّة في 19 أبريل/نيسان 2005، واتّخذ لنفسه اسم بنديكتوس السادس عشر. وبعد ثماني سنوات، في 11 فبراير/شباط 2013، أثار البابا الذي كان يبلغ في ذلك الوقت 85 عامًا صدمةً في العالم بإعلانه باللغة اللاتينيّة أنّه يستقيل من مهمّاته الباباويّة. وكانت هذه أوّل استقالة لبابا منذ ما يقارب 600 عام. وقال بنديكتوس إن تقدّمه في السنّ وافتقاره إلى القوّة الجسديّة هما أمران يعوقان قدرته على الاستمرار في منصبه.
على الرغم من ذلك، فإنّ الإرث الهائل لإسهاماته اللاهوتيّة العميقة للكنيسة والعالم سيظلّ مصدرًا للتفكير والدراسات. وحتى قبل انتخابه بابا، كان لراتزينغر تأثيرٌ دائم على الكنيسة الحديثة، أوّلًا بوصفه عالم لاهوت في المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965)، ولاحقًا بصفته رئيسًا لمجمع عقيدة الإيمان.
كان بنديكتوس مدافعًا واضحًا عن التعاليم الكاثوليكيّة، واعتمد مصطلح «دكتاتوريّة النسبيّة» لوصف عدم تسامح العلمانيّة مع المعتقدات الدينيّة في القرن الحادي والعشرين.
تميّزت حبريّة البابا بنديكتوس بفهمه العميق للتحدّي الذي تواجهه الكاثوليكيّة والكنيسة، والمتمثّل بتطرّف أيديولوجي متصاعد وبعقليّة غربيّة علمانيّة متزايدة داخل الكنيسة وخارجها.