الفاتيكان, الجمعة 6 يناير، 2023
بعد إدراكه الأزمة الوجوديّة والروحيّة العميقة التي تواجه العالم والغرب على وجه الخصوص، ذكّر البابا بنديكتوس السادس عشر الكاثوليك في كل مكان بالدعوة إلى التبشير. لقد كان مؤيّدًا بشدّة للتبشير الجديد، ولا سيّما عبر الوعظ وعيش الإنجيل من خلال ما وصفه بـ«القارّة الرقميّة» أي عالم الاتّصالات عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعيّة.
«لا أولويّة أكثر أهمّية من تمكين الناس مجدّدًا في عصرنا من مقابلة الله، الإله الذي يتحدّث إلينا ويشاركنا محبّته حتى تكون لنا الحياة بوفرة»، هذا ما قاله البابا بنديكتوس في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس الخاصّ بالشرق الأوسط في العام 2010.
ورأى بنديكتوس أيضًا الحاجة إلى أن تتبنّى الكنيسة فهمًا حقيقيًّا للمجمع الفاتيكاني الثاني، مشيرًا في خطاب ألقاه في العام 2005 إلى نموذجَيْن تفسيريَّيْن متنافسَيْن ظهرا بعد المجمع. واستمرّت جهوده للدفع باتّجاه تفسيرٍ صحيح للمجمع الفاتيكاني الثاني حتى نهاية حبريّته.
اهتمّ البابا بنديكتوس بالليتورجيا، ولا سيّما عبر كتابه «روح الليتورجيا» وجهوده لتشجيع العودة إلى الخشوع والجمال في الليتورجيا. وقال: «نعم، الليتورجيا تصبح شخصيّة وحقيقيّة وجديدة، ليس من خلال التهوّر والتجارب المبتذلة مع الكلمات، لكن من خلال الدخول الشجاع إلى الواقع العظيم» (ص 169). وقد وضعت رؤيته للّيتورجيا الله في الصميم إذ شرح أن «العمل الحقيقي في الليتورجيا التي يُفترض بنا جميعًا أن نشارك فيها هو عمل الله نفسه. هذا هو الجديد والمميّز في الليتورجيا المسيحيّة: الله نفسه يعمل ويفعل ما هو ضروري».