روما, الثلاثاء 3 يناير، 2023
اختار الكاردينال جوزيف راتزينغر اسم بنديكتوس السادس عشر عند انتخابه بابا في 19 أبريل/نيسان 2005، موضحًا بعد أيّام فقط أن البابا بنديكتوس الخامس عشر (الذي استمرّت حبريّته من 1914 إلى 1922) قاد الكنيسة أيضًا في ظلّ فترة اضطراب في الحرب العالميّة الأولى (1914-1918). وقال بنديكتوس في 27 أبريل/نيسان 2005: «أنا أسير على خطاه»، مؤكدًا رغبته في أن يكون عمله في خدمة المصالحة والوئام بين الأشخاص والشعوب لأنه مقتنع بشدّة بأن «خير السلام العظيم هو أوّلًا وقبل كل شيء هبة من الله».
وأشار إلى أن «اسم بنديكتوس يذكّرنا أيضًا بالشخصيّة غير العاديّة لـ"بنديكت"، مؤسّس الرهبنة الغربيّة العظيم الذي شكّل مرجعًا أساسيًّا للوحدة الأوروبيّة».
تميّزت حبريّة بنديكتوس بجهود التجديد الكنسي والفكري والروحي، بما في ذلك مواجهة النسبيّة الفكريّة ومحاربة آفة الاعتداءات الجنسيّة في الكنيسة والضغط من أجل الإصلاح الليتورجي والدفع باتّجاه تفسير أصيل للمجمع الفاتيكاني الثاني.
في عظةٍ ألقاها قبل المجمع الانتخابي الذي انْتُخِبَ في خلاله بابا للكنيسة الكاثوليكيّة في العام 2005، حذّر بنديكتوس من «ديكتاتوريّة النسبيّة التي يتمثّل هدفها الأوحد في الأنا والرغبات». وشدّد على أن يسوع المسيح هو «مقياس الإنسانيّة الحقيقيّة»، وعلى أن الإيمان الناضج والصداقة مع الله هما بمثابة معيار للتمييز بين «الحقيقي والباطل، وبين الخداع والحقيقة».