بيروت, الثلاثاء 3 يناير، 2023
في تذكار تقدمة الربّ يسوع إلى الهيكل، نتذكّر معًا نشيد سمعان الشيخ الذي عبّر من خلاله عن فرحه لرؤية الطفل يسوع، كاشفًا الكثير عن شخصيّة الربّ ورسالته الخلاصيّة.
تحضّنا تقدمة يسوع إلى الهيكل على البحث في أغوار الأبعاد الروحيّة المتجلّية في إنجيل لوقا (لو 2: 25-35) إذ يصف مدى أمانة مريم ويوسف لشريعة الربّ، ولقاءهما في الهيكل مع سمعان الشيخ، آخر أنبياء العهد القديم.
حين دخل يوسف ومريم بالصبي إلى الهيكل، ولكي يتكلّل هذا المشهد بروح النبوّة، أتى سمعان الشيخ الذي كان على موعدٍ حدّده الروح له قبل سنين طويلة. هو من كان في حياته رجلًا بارًّا وتقيًّا. ويشير لوقا الإنجيلي إلى دور سمعان المهمّ في هذه التقدمة، مبيّنًا أنه استطاع بنعمة الروح القدس إنشاد فرح رؤية المخلّص قبل موته، وبذلك كان شاهدًا جديدًا له، وهذا ما تحقّق بالفعل إذ رآه وعرفه وأخذه وحمله بين ذراعيه. كما شكر الربّ وباركه قائلًا: «الآن تطلق عبدك بسلام، أيّها السيّد، بحسب قولك، لأن عينَيَّ قد أبصرتا خلاصك» (لو 2: 29-30).
بعد هذا المشهد، توجّه سمعان الشيخ بالكلام إلى مريم ويوسف المتعجّبَيْن ممّا قاله بشأن الطفل يسوع: «وكان أبوه وأمّه يتعجّبان ممّا يُقال فيه» (لو 2: 33)، ثمّ باركهما وخصّ مريم العذراء بنبوءة توجز التعارض القائم في مواقف اليهود من الصبي: «وباركهما سمعان، وقال لمريم أمّه: ها إنّ هذا الطفل قد جُعِلَ لسقوط كثير من الناس وقيام كثير منهم في إسرائيل، وعلامةً تُقاوَم» (لو 2: 34). وبعدها راح يخبرها عن الألم الذي سيخترق نفسها من جرّاء رؤيتها آلامه وموته على الصليب: «وأنتِ أيضًا، سيجوز في نفسكِ سيفٌ، فتنجلي خفايا قلوبٍ كثيرة» (لو 2: 35).