روما, الثلاثاء 3 يناير، 2023
بعد وفاة البابا بنديكتوس السادس عشر عن عمر يناهز 95 عامًا، سألنا الأخت د. سوزان واكيم من جمعيّة الراهبات الباسيليّات المخلصيّات، عن أهمّ خصائص فكر البابا الفلسفي. الأخت واكيم أستاذة محاضرة في جامعة القديس يوسف ومعهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت في حريصا والجامعة الأنطونيّة في لبنان. أجرت واكيم أيضًا دراسة فلسفيّة حول فكر جوزيف راتزينغر، أي البابا بنديكتوس، في أطروحة دكتوراه نشرتها تحت عنوان: «الأسس الأنثروبولوجيّة في فلسفة جوزيف راتزينغر».
مع رحيل البابا، اعتبرت الأخت سوزان، في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أنّ الكنيسة خسرت أحد أكبر لاهوتيّي القرنَيْن العشرين والحادي والعشرين. «هو إنسان عظيم ترك بصمته في الكثير من النقاشات اللاهوتيّة والأخلاقيّة والسياسيّة»، على حدّ تعبيرها. شرحت واكيم أنّ أحد أصدقاء البابا الراحل لقّبه بـ«موزار اللاهوت»، أي أبدع بامتياز كما فعل فولفغانغ أماديوس موزار في عالم الموسيقى، «وهذا البابا برجاحة فكره وعمقه الروحي والإنساني بقي على الالتزام بالإيمان، مؤكدًا أنّ قمّة الحقيقة تجلّت في يسوع المسيح. كلاهوتي وكاردينال في مجمع عقيدة الإيمان وكبابا هو إنسان لا يتكرّر»، كما قالت واكيم.
فكر مهمّ للقرنَيْن العشرين والحادي والعشرين
وأضافت الأخت واكيم: «هذا البابا من أغزر الباباوات كتابةً، فله مؤلّفات كثيرة. كتاباته مهمّة للقرنَيْن العشرين والحادي والعشرين لأنّ الإنسان توجّه في هذَيْن القرنَيْن إلى الفكر المادّي مبتعدًا عن الماورائيّات. من هنا، اهتمّ بنديكتوس بالإضاءة على كرامة الإنسان وقيمته والحفاظ عليه على الرغم من الضعف الذي يكمن فيه لأنّ البشر على صورة الله ومثاله».