ورأى وجوب تخطّي الشعور بالنقمة، والتمسّك بالتغيير كي يكون واقعيًّا وبنّاءً، كما أراده البابا يوحنا بولس الثاني الذي لم يفصل بين التغييرَيْن الداخليّ والخارجيّ، لأن الأوّل يقود إلى تغييرَيْن سياسيّ ومجتمعيّ، عندما تتجلّى الروحانيّة والصلاة في الخيارات الاستراتيجيّة.
انتظارات الشباب اللبناني
إلى ذلك، أكد الخوري زغيب أن الشبيبة في لبنان تطمح إلى أن يكون لها حضور مؤثر ليس فقط على صعيد الصلاة والتجمّعات، إنما على صعيد البنى التفاعليّة أي التفاعل مع السلطة الكنسيّة ومشاركة الطموحات التطويريّة للانخراط في العمل الكنسيّ والشأن العام، فتشكّل الشبيبة عندئذٍ قوّة فاعلة في المجتمع على صعيد المواطنة والعمل الاجتماعي، لافتًا إلى ضرورة تأهيلها وتطوير مهاراتها القياديّة كي تكون شاهدة للمسيح في الكنيسة والمجتمع.
دور الكنيسة الكاثوليكيّة في دعم شبيبة لبنان
تناول الخوري زغيب دور الكنيسة الكاثوليكيّة في دعم شبيبة لبنان، قائلًا: لقد أعرب البابا فرنسيس عن رغبته في دعم الشبيبة، خاصّة في المسيرة السينودسيّة "نسير معًا"، لأنه رأى أن المرأة والشباب لا يؤدّون دورهم الفعليّ في الكنيسة، موضحًا: على الرغم من تأكيدنا أن الشباب هم حاضر الكنيسة ومستقبلها، فهم لا يشاركون واقعيًّا في مراكز القرار إذ بقي دورهم هامشيًّا.
وشدّد على أن التحدّي الكبير الراهن يكمن في تمكين الشباب من المشاركة الفعّالة والمؤثرة في الحياة الكنسيّة ووضع خبرتهم في خدمة الكنيسة من خلال خلق نماذج جديدة من التعاون والانفتاح على الشأن العام، فيصبح الشباب مشاركين في وضع البرامج والاستراتيجيّات الهادفة إلى إفادة الجميع.
وأكد الخوري زغيب إدراك الفاتيكان والبطريركيّة المارونيّة أن الشباب يستطيعون العمل في التنمية المستدامة والتمكين، والاضطلاع بدور كبير في هذا الشأن، ويمكنهم أن يكونوا قلب الكنيسة النابض على الأصعدة كافة، في حين أظهرت جائحة كورونا نقص الموارد البشريّة في هذا المجال.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
وتابع: بدأت الكنيسة تعي دور الشباب وتدعمهم من خلال توفير فرص العمل، والمشاريع السكنيّة، واستثمار الأراضي، وتنظيم الدورات التدريبيّة الزراعيّة، وهي بحاجة إلى هذه الطاقات الشبابيّة في السياسة في ظلّ غياب شباب مؤمنين برسالتها ورؤيتها يعملون في السياسة والاقتصاد، لافتًا إلى أن المبادرات الكنسيّة ما زالت خجولة في انتظار أن يقوم الشباب بتطويرها، ما سيخلق التنمية في المجتمع والالتزام في قلب الكنيسة الذي لا يقتصر على الصلاة وعبادة القربان المقدّس والمشاركة في اللقاءات الروحيّة بل يترجم في خيارات اقتصاديّة وسياسيّة وعمليّة.
وأشار إلى أن الشباب هم القلب النابض لهذه المشاريع، على سبيل المثال شبيبة بكركي والمركز البطريركي للتنمية المستدامة.
مبادرات الكنيسة وثني الشباب عن الهجرة