روما, السبت 31 ديسمبر، 2022
قبل فترة طويلة من انتخابه بابا، دفع رجال الدين الكاردينال جوزيف راتزينغر إلى بذل جهود جادّة لمواجهة آفة الاعتداءات الجنسيّة. في العام 2001، كان له دورٌ فعّال في رفع قضايا الإساءة لدى مجمع عقيدة الإيمان، وساعد أساقفة الولايات المتحدة في الحصول على موافقة الفاتيكان على ميثاق دالاس والقواعد الأساسيّة التي شكّلت بعد ذلك الأساس للتقدّم الهائل في التعامل مع الإساءات من جانب رجال الدين في الولايات المتحدة.
في الأيّام التي سبقت وفاة البابا يوحنا بولس الثاني في مارس/آذار 2005، كتب راتزينغر مسيرة درب الصليب التي تُليَت يوم الجمعة العظيمة في روما. وفي خلال تأمّله في المرحلة التاسعة، تحدّث بلهجة حازمة عن الانتهاكات في الكنيسة، وسرت توقّعاتٌ بأنه سيلتزم محاربة هذه الآفة منذ لحظة انتخابه.
كان البابا بنديكتوس السادس عشر في خلال حبريّته في الصف الأوّل في معركة الوقوف بوجه الاعتداءات الجنسيّة داخل الكنيسة في أوائل الألفيّة الجديدة. وقد أشرف على التغييرات الواسعة في القانون الكنسي واتّخذ إجراءاتٍ عقابيّة في حقّ مئاتٍ من رجال الدين، مُبْعِدًا إيّاهم عن الكهنوت. كما أطلق تحقيقًا كنسيًّا في شأن جماعة «جنود المسيح» (ليجيوناري دي كريستو) إثر تزايد الادّعاءات التي طالت مؤسّسهم الأب مارسيال ماسيل ديغولادو المُتّهم منذ فترة طويلة بالاعتداء الجنسي على إكليريكيين ليُكْتَشَف لاحقًا أنه عاش حياة مزدوجة فاضحة جدًّا. وأدّى التحقيق الكنسي إلى عمليّة إصلاح طويلة بإشراف الكاردينال فيلاسيو دي باوليس.
وقد أُعيد مئاتٌ من الكهنة الذين ارتكبوا اعتداءات جنسيّة إلى الحياة العلمانيّة في عهد بنديكتوس. كان هذا التدبير استمرارًا لعمله في مجمع عقيدة الإيمان. وقد قدّم البابا اعتذارات رسميّة لضحايا في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وأيرلندا.