دمشق, الأحد 8 يناير، 2023
بدعوة من جمعيّة «عون الكنيسة المتألمة» (إسبانيا)، زار الأب فادي نجّار، كاهن من الروم الملكيين الكاثوليك، ثماني مدن إسبانيّة قدّم فيها شهادته عن الواقع الذي يعيشه مسيحيّو سوريا، وهو الآتي من حلب، المدينة التي وُلِدَ فيها ويخدم فيها حاليًّا، وأكثر المدن تضرّرًا في خلال الأزمة السوريّة غير المنتهية. وقد تركت تلك الشهادة انطباعًا حسنًا وقويًّا لدى الحاضرين الذين استغربوا طريقة عيش المسيحي السوري لإيمانه العميق والمتجذّر في ظلّ تلك الظروف الصعبة.
في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، قال الأب نجّار عن جولته: «امتدّت الزيارة على مدار 13 يومًا، وشملت مدريد، وسرقسطة، وبرشلونة، واليكانتي، وفالنسيا، وتوليدو، وقرطبة، ومالقا. وشمل البرنامج اليوميّ العام إجراء مقابلات مع مجلّات وقنوات تلفزيونيّة ومحطات راديو صباحًا، وقداسًا يليه محاضرة في فترة بعد الظهر. وكان محتوى شهادة الحياة التي قدّمتها في الحقيقة إجابات عن ثلاثة أسئلة رئيسيّة».
وتابع: «السؤال الأوّل: كيف يعيش المسيحيّون في سوريا؟ أضف إليه: ما الوضع الحالي لمدينة حلب؟ تحدّثتُ عن الفقر الشديد الذي يجتاح عددًا كبيرًا من العائلات إذ يتلقّى أكثر من 85% من الشعب المعونات الإغاثيّة، فمتوسّط دخل العامل الشهري 40 يورو! ذلك عدا عن المخاض الصعب الذي يعيشه أهالي المدينة مع انعدام الكهرباء وعدم توفّر المازوت والبنزين وغيرها من المشتقات النفطيّة، والذي نتج عنه ترك الناس من دون تدفئة. وما زاد الأمر سوءًا جائحة كورونا والوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان، والعقوبات الدوليّة المفروضة على سوريا والتي آذت الشعب السوري قبل أيّ جهة أخرى. نتيجة لكل ما سبق، يعيش المسيحيّون بألم ومعظمهم يبحث عن طريقة مناسبة للخروج من البلاد والبحث عن حياة أفضل».