بيروت, الأحد 1 يناير، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار ختان الربّ يسوع في 1 يناير/كانون الثاني من كل عام، فنتذكّر ختانه بالجسد. وهو خضع لذلك الفعل كي يظهر لنا حقيقة ناسوته وأنه من نسل إبراهيم المختون، وأراد أيضًا أن يؤكد أنه لم يأتِ لينقض شريعة الأنبياء بل ليكمّلها.
كانت شريعة الله تفرض في العهد القديم أن يُختن كل صبي ابن ثمانية أيّام. وقد بدأ ذلك الختان رسميًّا في عهد إبراهيم، وأصبح عهدًا أو عقدًا بين الله وإبراهيم أب الشعوب. ولمّا جاء موسى بالشريعة، ثبّتها، فكان على كل ذكر يولد أن يُختن لكي يدخل بالعهد مع الله.
ووفق ما ورد في تلك الشريعة، فإن الطفل يسوع خُتِنَ: «ولمّا انقضت ثمانية أيّام ليختنوا الصبي، سُمِّيَ يسوع، كما سمّاه الملاك قبل أن يُحْبَل به» (لوقا 2: 21). ولأنّ الاحتفال بميلاد المسيح حُدِّدَ في الخامس والعشرين من ديسمبر/كانون الأوّل، فمن الطبيعي أن يُعَيَّد للختان الذي تمّ بعد ثمانية أيّام، في الأوّل من يناير/كانون الثاني، أي بعد ثمانية أيّام من الميلاد.
لم يكن الربّ يسوع ملزمًا بالخضوع لهذه السنّة، لكنه قَبِلَ الختان كي يتمّم الناموس. فقد قال يسوع: «لا تظنّوا أنّني جئتُ لأنقض الناموس والأنبياء. ما جئتُ لأنقض بل لأكمّل» (متى 5: 17)، وقد أطاع المسيح الناموس لكي يحرّر أولئك الذين يعيشون تحت عبوديّة الشريعة. ويقول بولس الرسول: «لمّا جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، فننال التبنّي» (غلاطية 4: 4-5).