حلب, السبت 31 ديسمبر، 2022
تروي قصّة قديمة من التقليد المسيحي أسطورة زيارة المجوس ليسوع المسيح في يوم ميلاده، وقد كان عددهم أربعة لا ثلاثة، وانطلقوا من أرض المشرق، حسب ما يروي الرسول متى الإنجيلي، متّبعين النجم الذي أنبأهم بولادة مخلّص البشريّة، حاملين معهم ذهبًا ومرًّا ولبانًا، هدايا للمولود الجديد. أمّا المجوسي الرابع، فحمل معه حجارة كريمة من الياقوت والزمرّد واللؤلؤ.
لم يكن هناك ما يقود المجوس إلى مكان ولادة طفل المغارة سوى نجم غريب لامع ظهر في السماء، فعرفوا من خلال دراستهم النجوم والفلك أنّه إشارة لميلاد ملك عظيم. وفي أثناء ترحالهم، اضطرّ أحدهم إلى التخلّف عن الباقين لأجل أمرٍ ما، واعدًا إيّاهم باللحاق بهم بعد فترة قصيرة ليروا الطفل في بيت لحم ويسجدوا له.
وقد صادف ذلك المجوسي الرابع في طريقه سيّدًا يضرب عبده بوحشيّة، فحزن جدًّا وقرّر تقديم الياقوت للرجل الظالم كي يخلّص العبد المسكين منه، فأصبح هذا الأخير خادمًا مخلصًا للمجوسي.
تابع المجوسي سيره ليصل إلى قرية صغيرة، وسأل أهلها عن رفاقه، فأخبروه بأن المجوس الثلاثة قد اجتازوها مسرعين، وقرّر الإسراع للّحاق بهم إلّا أنه توقّف عند أرملة تبكي بحرقةٍ شديدة في أحد الأزقّة، وسألها: ما الذي يبكيكِ يا امرأة؟ فأجابته: ابني الوحيد مريض وليس لديّ مال لآخذه إلى الطبيب أو أشتري له الدواء، وهو سيموت لا محالة. فَرَقَّ قلب المجوسي وفكّر بإعطائها الزمرّد لمساعدة ابنها.