بيروت, الأربعاء 28 ديسمبر، 2022
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة الشهيدة مارينا (مارغريتا) في تواريخَ مختلفة، منها 28 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام. هي من اعتنقت المسيحيّة، وأحبّت المسيح حتى الاستشهاد.
وُلِدَت مارينا في أنطاكية. كان والدها داسيوس كاهنًا وثنيًّا متعصّبًا وصاحبَ نفوذ وثروة. توفّيت أمّها وهي رضيعة، فاهتمّت بتربيتها مربّية مسيحيّة غرست في وجدانها جوهر الإيمان حتى أصبح المسيح علّة حياتها. نالت بعدها سرّ العماد ونذرت بتوليّتها للإله الحقّ، متسلّحة بالفضائل الروحيّة. لمّا عرف والدها أنّها أصبحت مسيحيّة، حزن واستخدم معها كل الوسائل لجعلها تكفر بالمسيح، إلّا أنّه أخفق لأنّها زادت تجذّرًا في الإيمان. وقد حاولت إقناعه بنبذ الوثنيّة لكنه غضب بشدّة وأوسعها إهانات وضربًا وطردها من منزله.
لمّا وصل الحاكم أولمبريوس إلى أنطاكية في حقبة الاضطهاد الشديد للمسيحيين، وقع نظره على مارينا وسُحِرَ بجمالها، وسألها عن اسمها، فأجابته برصانة: «أُدْعَى مارينا. أمّا الاسم الذي يشرّفني أكثر فهو: مسيحيّة». غضب الحاكم وحاول التقرّب منها، مستخدمًا كل أنواع الحيلة لعلّها تخضع له، إلّا أنه فشل. عندئذٍ، بدأ بتعذيبها حتى تمزّق جسدها وسال دمها، لكن مارينا عانقت آلامها بصبر وسمعت صوتًا في أعماقها يحضّها على الصمود.
بعد كل تلك الأوجاع، عاد الحاكم مستعملًا معها أساليب التهديد إن لم تسجد للأوثان. لم تخف مارينا بل قالت له بجرأة: «لا جدوى من محاولاتك، فلا شيء يمكنه فصلي عن محبّة المسيح»، فكوى حينها ثدييها وخاصرتَيْها بالنار، ثمّ وضعها في بحيرة من جليد. حينئذٍ، أخذت تصلّي وهي واقفة كأنّها لم تشعر بوجع. أمام ذلك المشهد، صرخ الحاضرون: «إن إله مارينا هو الإله الحقّ، لقد سمع صلاتها وصنع العجائب»، وآمن كثيرون منهم بالمسيح.