بيروت, الثلاثاء 27 ديسمبر، 2022
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس إسطفانوس أوّل الشهداء في تواريخَ مختلفة، منها 27 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هو من أحبّ المسيح وشهد له بكل شجاعة وإيمان أمام اليهود والشيوخ والكتبة، فحكموا عليه بالرجم بالحجارة، ما أدّى إلى استشهاده وتتويجه بإكليل المجد.
القديس إسطفانوس هو أوّل شهيد في المسيحيّة، ويعني اسمه إكليلًا أو تاجًا من الزهور، وهو أيضًا أوّل الشمامسة السبعة الذين اختارهم الرسل في أورشليم من أجل الاعتناء بالفقراء وتوزيع المساعدات عليهم. كما كان هذا القديس رجلًا مفعمًا بالإيمان ومتسلّحًا بنعمة الروح القدس، وصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب.
وقد أثارت مواهبه حفيظة اليهود، فاجتمعوا يحاورونه ويجادلونه إلّا أنهم لم يتمكّنوا منه إذ نقض بحكمة عظيمة كل اعتراضاتهم حتى لم يقدر أحد أن يقاوم الحكمة والروح الذي كان يتكلّم به. ولكي ينالوا منه، اتّهموه بأنّه تفوّه بكلام تجديف على موسى وعلى الله. حينئذٍ، ألّبوا الشعب عليه وحرّكوا الشيوخ والكتبة ضدّه إذ أوقفوه أمام مجمع السبعين، وهو المجمع نفسه الذي حكم على الربّ يسوع بالموت.
ولمّا شهد إسطفانوس للحقّ الإنجيلي وقدّم برهانًا على الإيمان المسيحي، «شخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله. فقال: ها أنا أنظر السماوات مفتوحةً، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله» (أع 7: 55-56). عندئذٍ، اعتبر اليهود ذلك قمّة التجديف، وقبل أن يلفظ المجمع حكمه، هجم الحاضرون عليه، ثمّ أخرجوه ورجموه بالحجارة مع أنّهم لم يكن لهم الحقّ، لا هم ولا مجمعهم، أن يقتلوا أحدًا (يو 18: 31). وسأل إسطفانوس الربّ يسوع أن يغفر لهم ما فعلوه به.