دمشق, الأحد 25 ديسمبر، 2022
لماذا يحتفل المسيحيّون بعيد الميلاد في 25 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام؟ هل يمثّل التاريخ الحقيقي الذي وُلِدَ فيه يسوع المسيح؟ هل وُلِدَ المخلّص منذ نحو ألفَي سنة؟ هل يمكن تحديد يوم ميلاده؟ لماذا تحتفل الطوائف المسيحيّة بالميلاد في تواريخ مختلفة؟ تساؤلات عدّة أجابت عنها «آسي مينا» بناءً على بحث أكاديمي.
بحسب المؤرخين والباحثين، وُلِدَ يسوع المسيح نحو العام 5 قبل بدء التقويم الميلادي، مع إمكانيّة إضافة أو حذف سنة من ذلك التاريخ.
إن الكنيسة الأولى لم تُقِمْ أيّ احتفال بميلاد المسيح، بل اقتصرت احتفالاتها الأساسيّة على عيدي القيامة والغطاس أي الظهور الإلهي. واستمر ذلك حتى القرن الرابع الميلادي إذ اختير 25 ديسمبر/كانون الأوّل يومًا يُحْتَفَلُ فيه بميلاد المسيح، تأثّرًا بالديانات غير التوحيديّة التي كانت تتّخذ من ذلك التاريخ عيدًا للإله ميثرا وغيره من الآلهة الشمسيّة. وبما أنّ المسيح نور العالم وشمس العدل، تمّ اختيار ذلك التاريخ. لذلك، نردّد في ترانيم الطقس البيزنطي: «ميلادُكَ، أيّها المسيح إلهنا، قد أظهر نور المعرفة للعالم لأن الساجدين للكواكب فيه تعلّموا من الكوكب السجود لك يا شمس العدل».
أمّا عن احتفال بعض الطوائف المسيحيّة الأرثوذكسيّة بعيد الميلاد بتاريخ 4 يناير/كانون الثاني في السابق، فمردّ ذلك يعود إلى استعانة البابا غريغوريوس الثالث عشر في العام 1582 بالأب اليسوعي كريستوفر كاليفوس من أجل تصحيح التقويم الغريغوري، فتمّ تجاوز 10 أيّام من التقويم، بسبب عدم احتساب 11 دقيقة و14 ثانية من كل عام يسبق تلك السنة، فالسنة الميلاديّة لم تقتصر على 365 يومًا وربعًا بل تحتوي على 11 دقيقة و14 ثانية أيضًا لا يتمّ احتسابها كل عام، فتمّ إصلاح ذلك التقويم لتتبنّاه الكنيسة الكاثوليكيّة وبعض الدول تدريجيًّا.