بيروت, الأحد 25 ديسمبر، 2022
يُعدّ ميلاد الطفل يسوع الحدث العظيم الذي بدّل وجه الكون. وقد تغنّى الشعراء بميلاده، منهم جبران خليل جبران وأحمد شوقي.
جسّد الشاعر جبران خليل جبران بريشته وبحبر الوجدان أسمى المشاعر حول ميلاد الطفل يسوع، إذ يقول: «في ليلة واحدة، بل في ساعة واحدة، بل في لمحة واحدة تنفرد عن الأجيال لأنّها أقوى من الأجيال، انفتحت شفاه الروح ولفظت "كلمة الحياة" التي كانت في البدء عند الروح، فنزلت مع نور الكواكب وأشعّة القمر وتجسّدت وصارت طفلًا بين ذراعَي ابنةٍ من البشر، في مكانٍ حقير، حيث يحمي الرعاة مواشيهم من كواسر الليل».
ويتابع في رسمه هذا الحبّ بكلمات من نور، معلنًا أن «هذا الحبّ العظيم الجالس في هذا المذود المنزوي في صدري، هذا الحبّ الجميل الملتفّ بأقمطة العواطف، هذا الرضيع اللطيف المتّكِئ على صدر النفس قد جعل الأحزان في باطني مسرّةً، واليأس مجدًا، والوحدة نعيمًا».
ومن ثمّ، يصف كيف بدّل هذا الملك حياته، وحوّل حزنه فرحًا: «هذا الملك المتعالي فوق عرش الذات المعنويّة قد أعاد بصوته الحياة لأيّامي المائتة، وأرجع بملامسه النور إلى أجفاني المقرّحة بالدموع، وانتشل بيمينه آمالي من لجّة القنوط. كان كل الزمن ليلًا... فصار فجرًا وسيصير نهارًا لأن أنفاس الطفل يسوع قد تخلّلت دقائق الفضاء ومازجت ثانويّات الأثير. وكانت حياتي حزنًا، فصارت فرحًا وستصير غبطة لأن ذراعَي الطفل قد ضمّتا قلبي وعانقتا نفسي».