حلب, السبت 24 ديسمبر، 2022
اعتاد المسيحيّون في العالم أجمع أن يقيموا في بيوتهم قبل عيد الميلاد مغارة من الورق أو الحجارة توضع فيها جميع الشخصيّات الأساسيّة لهذا الحدث المبارك، تاركين أحيانًا مكانًا فارغًا في الوسط بين مريم العذراء ومار يوسف البتول لوضع تمثال يسوع ليلة العيد، ليس للتذكير بميلاد المسيح فحسب، بل لتصبح المغارة إنجيلًا حيًّا ينبع من صفحات الكتاب المقدّس لتبريك منازلهم وعائلاتهم.
من أين أتت هذه العادة؟ ومن هو أوّل من وضع مذودًا أو مغارة في منزله؟ ترجع هذه العادة حسب التقليد المسيحي إلى العام 1223 عندما كان القديس فرنسيس الأسيزي في طريق رحلته إلى الأراضي المقدّسة، ورأى مغاور كثيرة ذكّرته بمغارة بيت لحم.
قبل 15 يومًا من عيد الميلاد، طلب القديس فرنسيس من رجل يُدْعَى يوحنا المساعدة في تحقيق أمنية، قائلًا: «أرغب بأن أمثّل حدث الطفل المولود في بيت لحم لأرى بعينَيّ المصاعب التي أحاطت بولادته وكيف أُضْجِعَ في مذود ونام على التبن بين ثور وحمار». وبعدما استمع إليه صديقه المؤمن، ذهب على الفور ليهيّئ المكان حسب رغبة القديس فرنسيس.
وفي 25 ديسمبر/كانون الأوّل، جاء عدد كبير من الرهبان من مناطق مختلفة مع رجال ونساء كانوا يحملون ورودًا ومشاعل لتضيء تلك الليلة المقدّسة، ففرح المؤمنون الذين أتوا إلى هناك فرحًا عظيمًا لم يشعروا به في السابق. في تلك المناسبة، لم تكن هناك تماثيل، بل كانت المغارة حيّة بالحاضرين. ثمّ احتفل كاهن بالذبيحة الإلهيّة على المذود، موضحًا الصلة بين تجسّد ابن الله وسرّ الإفخارستيا، وانتشرت بعدها عادة وضع مغارة رمزيّة في المنازل والكنائس وغيرها.