بيروت, الخميس 22 ديسمبر، 2022
في تساعية الميلاد، رفع القديس شربل مخلوف كأس القربان في قدّاسه الأخير، وما هي إلا لحظات حتى دقّت ساعة الرحيل.
عند تقديس القرابين، أمسك شربل خبز التقدمة بصعوبة لشدّة الصقيع، وشعر بجسده يتجمّد حتى العظام. عندئذٍ، ساعده الأب مكاريوس على ترك المذبح ليرتاح قليلًا.
من ثمّ، عاد الحبيس إلى المذبح ليتابع القدّاس، وردّد الكلام الجوهري، ورفع الكأس يعلوه القربان، مرنّمًا: «يا أبا الحقّ، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك. فاقبل من مات عنّي واغفر لي. هذا القربان تقبّله من يدي، وارْضَ عنّي، ولا تذكر خطايا اقترفتها أمام عظمتك»… وإذا بفالجٍ يُعجزه عن متابعة الذبيحة الإلهيّة، فيُسَمَّر في مكانه، ممسكًا الكأس والقربان بيدَيْه الطاهرتَيْن إلى أن أخذهما الأب مكاريوس، وأنزله عن المذبح، واقتاده إلى محبسته.
في خلال ثمانية أيّام، قاسى شربل آلام الاحتضار بهدوء إلى أن أسلم الروح…