بيروت, الجمعة 23 ديسمبر، 2022
تحيي الكنيسة تذكار القديس نيقولاوس في تواريخَ مختلفة. هو من ترعرع على الإيمان المسيحي الحقّ، فجاءت حياته مكلّلة بأعمال المحبّة، واشتهر بمعجزاته الخارقة.
وُلِدَ نيقولاوس المعروف بـ«سانتا كلوز» في أواخر القرن الثالث للميلاد، في بلدة باتار في آسيا الصغرى. هو مار زخيا في الكنيسة المارونيّة، و«زاخويو» بالسريانيّة تعني «المنتصر». كانت عائلته غنيّة جدًّا، لكنها تميّزت بتقواها وأعمالها الصالحة. تلقّى نيقولاوس تربية مسيحيّة صالحة، ثمّ حصد العلوم الروحيّة والدنيويّة، فتفوّق على رفاقه في كل أعماله. رُسِمَ شمّاسًا، وبعدها راهبًا حتى بلغ أسمى درجات النسك والعبادة.
بعد وفاة أهله، وزّع نيقولاوس أمواله على الفقراء والمحتاجين. لمّا أصبحت أعمال الرحمة التي صنعها في الخفاء معروفة في بلدته، قرّر الانتقال إلى بلدة ميرا حيث كان خاله أسقفًا عليها، وهي تقع جنوب تركيا. فرسمه الأخير كاهنًا وجعله رئيسًا على دير في ضواحي هذه البلدة، وتنبّأ له بمستقبل باهر في خدمة الكنيسة.
لمّا مات أسقف ميرا، ظهر ملاك الربّ لرئيس الأساقفة في حلم وأعلمه بأن المختار لهذه الرتبة هو نيقولاوس لكثرة فضائله. وعند استيقاظه، أبلغ الأساقفة بالأمر فصدّقوا الرؤيا، وعلموا أنها من المسيح، وهكذا رسموا القديس نيقولاوس أسقفًا عليها.