بيروت, الأحد 25 ديسمبر، 2022
يطلّ ميلاد الطفل يسوع في 25 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام، وهو يدعونا للرجوع إلى الذات والتأمّل في كلمة الله كي نبلغ معًا جوهر العيد الحقيقي، ميلاد المحبّة والتسامح.
يحملنا طفل المغارة، ملك الكل المنتظر، في تذكار ميلاده المجيد، إلى الاستعداد على المستوى الروحي من أجل استقباله، عبر الصلاة والارتداد وعيش التسامح الفعلي في علاقاتنا مع بعضنا: «لكنني أقول لكم أيها السامعون: أحبّوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، باركوا لاعنيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم» (لو 6: 27-28).
ينطلق عيش التسامح في المسيحيّة من كلمة الربّ يسوع، فهو يدعونا في زمن مجيئه إلى نسيان الماضي بكل ما حمل في طيّاته من آلام، ورؤية مزايا الآخر بدلًا من أن نحكم عليه ونحاكمه أو ندينه: «كونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم. ولا تدينوا فلا تُدانوا. لا تقضوا على أحد، فلا يقضى عليكم. اغفروا يُغفر لكم» (لو 6: 36-37).
ثمّ إن ثمرة التسامح تجعلنا نتذكّر في ميلاد الطفل يسوع أنّنا كلّنا خطأة، لهذا يجب أن نتعلّم عيش صلاة الأبانا بالفعل وليس بالكلام فحسب، فنتمكّن حينئذٍ من أن نغفر للآخر ضعفه كما يغفر لنا الآب السماوي خطايانا: «إن غفرتم للناس زلّاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي، وإن لم تغفروا للناس، لا يغفر لكم أبوكم زلّاتكم» (مت 6: 14-15).