بيروت, الأربعاء 21 ديسمبر، 2022
«أسامح قاتل أولادي! أنا لا أكرهه… ليست الكراهية من شيم المسيحيين لكنني أريد أن تأخذ العدالة مجراها!» هذه الكلمات هزّت العالم بأسره في مطلع فبراير/شباط 2020، وما زالت أصداؤها تتردّد حتى الساعة في القلوب العطشى إلى لقاء يسوع.
الأمّ المفجوعة، المؤمنة، الشجاعة، المتسامحة، المُحِبَّة، صاحبة القلب النابض بالحبّ والأمل والرجاء، أهدت العالم أروع أمثولة في الغفران بعدما تسبّب سائق مخمور بمقتل أولادها الثلاثة.
لم تستسلم لمشاعر الانتقام والحقد بل عانقت قلب مريم العذراء عند أقدام الصليب وسلّمت ذاتها لمشيئة الله في حياة أسرتها لأنها آمنت بأن ما حصل معها يمثّل إرادته.
قدّمت ليلى عبد الله، الأمّ البطلة التي أبكت العالم بعد فاجعة خسارة أطفالها، قلبها السموح هديّة إلى خالقها وإلهها. وثقت بأن أولادها في مكان أفضل يعاينون بهاء وجه إلههم، هم من تربّوا على الإيمان والصلاة والثقة بالله، ولطالما زيّنت حبّات المسبحة الورديّة راحاتهم وأفئدتهم الصغيرة…