الموصل, الأربعاء 21 ديسمبر، 2022
بعدما خلت من مسيحييها تمامًا إثر هجوم تنظيم داعش الإرهابي في يونيو/حزيران 2014، عادت أعداد قليلة من العائلات المسيحيّة إلى بيوتها بعد التحرير سنة 2017، وما زالت بيوت مسيحيين كثيرين خاوية تترقّب عودةً طال انتظارها.
في محلّة حوش الخان (الميدان) بالموصل القديمة، قرب كنيسة مار يوسف، غير بعيدٍ عن مجمّع كنائس الموصل القديمة التاريخية التي أصابها دمار مخيف في خلال عمليّات التحرير، يقبع بيتٌ تراثي متميّز بطراز معماري موصلي عتيق يعود للمطران سليمان الصائغ، الباحث والمؤرّخ والروائي والصحافي والتربوي القدير. وقد اهتمّت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بالتعاون مع مفتّشية آثار وتراث نينوى بإعادة إعماره وترميمه، باعتباره نموذجًا للبيت التراثي الموصلي إذ يعود بناؤه إلى بدايات القرن الماضي ويتميّز بنقوش رائعة على المرمر الموصلي، فضلًا عن كونه بيت شخصيّة موصليّة قديرة.
وُلِدَ سليمان الصائغ في الموصل سنة 1886، وأكمل دروسه اللاهوتيّة والفلسفيّة ليصبح كاهنًا، وتاليًا مطرانًا ومعاونًا بطريركيًّا للكلدان في الموصل، فضلًا عن عمله التربوي في التعليم وإدارة المدارس لفترة طويلة. أصدر للبطريركيّة الكلدانيّة مجلّة «النجم» في 1928 حتى 1955، وهو روائي رائد أصدر سنة 1934 روايته «يزداندوخت، الشريفة الأربيليّة»، كما نشر الكثير من المسرحيّات، تأليفًا وترجمةً. ويعدّه الأكاديميّون مؤرّخًا مرموقًا، معتبرين كتابه القيِّم «تاريخ الموصل» الصادر في ثلاثة أجزاء مرجعًا مهمًّا. رحل الصائغ عن عالمنا سنة 1961 في بغداد.