قديس قدّم ذاته ذبيحة للمسيح حتى الاستشهاد

القديس إغناطيوس الأنطاكي القديس إغناطيوس الأنطاكي | Provided by: Wikimedia Commons

تحيي الكنيسة الكاثوليكيّة تذكار القديس الشهيد إغناطيوس الأنطاكي في تواريخَ مختلفة، منها 20 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام. هو تلميذ الرسل وخليفتهم على الكرسي الأنطاكي. حُكِمَ عليه بأن يكون مأكلًا للوحوش بسبب إيمانه بالمسيح.

يشتقّ اسم إغناطيوس من كلمة لاتينيّة تعني «المشتعل»، وقد كان هذا القديس مشتعلًا بحبّه للمسيح وممتلئًا من نار الروح القدس، فضلًا عن كونه تلميذًا للرسل وصديقًا للقديس بوليكاربوس أسقف أزمير. ويُروى أن إغناطيوس هو الولد نفسه الذي أخذه الربّ يسوع بين ذراعيه، قائلًا: «الحقّ أقول لكم: إن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال، لن تدخلوا ملكوت السماوات» (متى 18: 3).

عُيِّنَ إغناطيوس أسقفًا على أنطاكية، فكان الخليفة الثاني للقديس بطرس على هذا الكرسي سنة 79. لمّا وصل الملك الوثني ترايانوس الظالم إلى أنطاكية، عرف بمدى غيرة القديس إغناطيوس على نشر الإيمان المسيحي، فاستدعاه. ولمّا وقف هذا القديس الشجاع أمامه، سأله: «أأنتَ من يسمّونه ثاوفوروس الذي يعصي أوامري ولا يعترف بالأوثان؟»، فأجابه القديس بكل ثقة: «نعم أنا هو حامل يسوع المسيح لأنه هو الإله الحقّ. أمّا أوثانك، فليست سوى تماثيل صمّاء جامدة».

ودعاه الحاكم بعدها كي يقدّم ذبيحة للأوثان، فرفض إغناطيوس بشدّة، قائلًا له: «أنا كاهن يسوع المسيح، وله وحده أسجد وأقدّم الذبيحة كل يوم، كما أشتهي أن أقدّم له ذاتي ذبيحة». حينها، أمر الملك بأن يُساق إلى روما، وأن يُطْرَح هناك للوحوش المفترسة أمام الشعب الروماني في خلال حفلات الأعياد.

فرح القديس إغناطيوس بذلك الحكم، وشكر الربّ يسوع على نعمة الاستشهاد. ثمّ اقتيد صوب أزمير. وفي طريقه إليها، كتب رسالته الشهيرة إلى أهل روما، يرجوهم فيها ألا يردّوا الوحوش عنه بصلواتهم، بل راح يقول لهم: «لا بدّ لي أن أُطْحَنَ بأنياب الوحوش لأصبح خبزًا جيّدًا على مائدة المسيح». ولمّا وصلوا به إلى مكان الاستشهاد، ركع وصلّى وقدّم ذاته ذبيحة للمسيح، فهجمت عليه الوحوش ومزّقته وهو يهتف باسم يسوع المسيح، وهكذا استشهد سنة 107. بعدها، نُقِلَت عظامه إلى أنطاكية، ودُفِنَت في ضريح فاض بالنعم والعجائب.

نسألك أيّها المسيح، في عيد القديس الشهيد إغناطيوس الأنطاكي، أن تمنحنا شجاعته لإعلان إيماننا المسيحي في وجه قشور هذا العالم الفاني وأمام كل ما يحاول فصلنا عنك.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته