الموصل, الجمعة 16 ديسمبر، 2022
بحضور المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي والسفير العراقي في فرنسا وديع بتي حنا والرئيس الإقليمي للرهبنة البندكتيّة نيقولا تيكسييه، تمّت معاينة جرس كنسي وقرعه للتجربة في النورماندي غرب فرنسا، بعد إزالة قالبه الخارجي وتنظيفه وضبطه. وهو جرس من أصل ثلاثة ستُنْقَلُ كلّها في مارس/آذار المقبل من فرنسا إلى كنيسة الساعة الأثريّة للاتين في الموصل لتستقرّ على برجها الشهير من جديد بعدما تمّ ترميمه.
والبرج معلم تاريخي ذائع الصيت في المدينة بُنِيَ في العام 1880 بفضل تمويل قدّمته الإمبراطورة أوجيني دي مونتيو زوجة نابليون الثالث، مُهديةً أجراسه وساعته الشبيهة بساعة «بيغ بن» اللندنيّة التي استمدّت الكنيسة اسمها منها. وهي أوّل ساعة عامة في بلاد ما بين النهرين، وصوت دقّاتها كان يُسمع حتى في القرى المجاورة.
بعد سيطرته على الموصل في العام 2014، سرق تنظيم الدولة الإسلاميّة الساعة مع محتويات الكنيسة، مُحوّلًا إيّاها إلى معتقل ومحكمة ومخزن أسلحة، ثمّ عَمِلَ في العام 2016 على تفخيخ الموقع وتفجيره. وتعرّض البرج لأضرار جسيمة جرّاء ذلك، لكنه لم يسقط وبقيت إمكانيّة ترميمه ممكنة.
أمّا بالنسبة إلى الأجراس الحديثة الصنع، فتتراوح أوزانها بين 110 و270 كلغ، وقد صُنِعَتْ من مادة البرونز في مسبك «فيلديو ليه بوال» في النورماندي، وهي منطقة عانت في الحرب العالميّة الثانية ويلات الخراب والدمار مثلما عانت الموصل في الماضي القريب.