شاب لبناني مفعم بالحياة والأمل، برع في عمله وآمن بقدرة الشباب على صنع المستحيل، فأصبح نائب المدير التنفيذي في مؤسّسة مينتور العربيّة، وجذبته رسالتها لأنها تعمل على تمكين مهارات الأطفال والشباب الحياتيّة والسلوكيّة منذ سنّ مبكرة.
تعرّض لانتكاسة صحّية خطرة كادت أن تودي بحياته حتى دخل في غيبوبة ونال مسحة المرضى، لكن العناية الإلهيّة تدخّلت في اللحظات الأخيرة، فعاد إلى الحياة.
إنه بشارة الغاوي الذي يشارك قرّاء «آسي مينا» اختباره الأليم وعبوره من لجّة الموت إلى الحياة، ودور الصلاة في صنع المعجزات.
من الحياة إلى غرفة العناية الفائقة
"منذ نعومة أظفاري، ترعرعت في كنف عائلة مؤمنة، وأحببت الحياة، فعانقتها بكل أفراحها وأحزانها…
في بداية العام 2022، أصبتُ بالتهاب الكبد الفيروسي (فيروس صغير، ربّما مصدره الطعام أو الماء)، وكانت حالتي استثنائيّة إذ أتعبني هذا الفيروس، فمنعني من تناول الطعام"، يخبر بشارة.
"بقيت في المنزل لأنني أعرف أن علاج هذا الفيروس يكمن في تأمين الراحة وشرب الماء والنوم. بعد 3 أيّام، لم أتمكّن من البقاء في منزلي لأن العوارض اشتدّت والتعب زاد أيضًا، فقصدت أحد مستشفيات بيروت وأجريت الفحوصات اللازمة التي بيّنت أن حالتي سيّئة جدًّا. حينئذٍ، أُدخلت إلى غرفة العناية الفائقة لمراقبة وضعي الصحّي الدقيق وخفض أنزيمات الكبد.
كاد كبدي يتوقّف عن أداء وظائفه الطبيعيّة بعدما ارتفعت أنزيماته متخطّيةً الحدّ الأقصى، وارتفع مستوى الأمونيوم في الدم، ما دقّ جرس الإنذار.
بعد 3 أيّام في العناية الفائقة، دخلت في غيبوبة دامت 10 أيّام. شدّد الأطبّاء على أنني بحاجة إلى زراعة كبد وبحثوا عن واهب لأن كبدي توقّف عن العمل، فتجنّد أهلي وأقاربي وأصحابي لإيجاده.
يد الربّ ظلّلتني في هذه المرحلة الدقيقة، وأعرب أحد الأصدقاء المقرّبين عن استعداده للتبرّع بالكبد، على الرغم من معرفته بأننا سنعاني ظروفًا قاسية إذا ما خضعنا لهذه الجراحة لأننا سنضطر إلى البقاء في المنزل 6 أشهر كونها ستؤثر على مناعتنا وحياتنا اليوميّة".
من الموت المحتّم إلى الحياة
ويقول بشارة: "في هذه الأثناء، كان أهلي يفتّشون عن طبيبٍ آخر، بحثًا عن استشارة قد تحمل معها بشرى لإنقاذي من مصير مجهول. بالفعل، وجدوا طبيبًا اختصاصيًّا أكد أنني لستُ بحاجة إلى زراعة كبد، وارتأى وصف دواء يحسّن وظائفه.
طلب أهلي الدواء من تركيا وبدأت الأمور تتحسّن. بعد نحو 4 أيّام، تعرّضت لنزيف حادّ إثر جلسة غسيل كلى دامت 4 ساعات بدل ساعتَيْن. احتجت إلى وحدات دم، وكنت على شفير الموت.
زارني أحد الكهنة، رافعًا صلاة مسحة المرضى، ودُهِنَ جسمي بماء مباركة من مار شربل وتراب من ضريحه، ورافقتني الصلوات الكثيرة من أصدقاء ينتمون إلى كل الديانات، سائلين شفاعة جميع القديسين وصفيّ الله فتحي بلدي.
في اليوم التالي، تغيّر كل شيء. نهضت من جديد لكنني كنت متعبًا، ومكبّلًا بأنابيب موضوعة في فمي كي أتمكّن من الأكل والشرب. بقيت عاجزًا عن الحركة إذ لم أستطع تحريك عضلاتي على مدى 3 أسابيع وفقدت 20 كلغ من وزني. خسرت كل وظائفي الحياتيّة الأساسيّة، ما أقلقني وجعلني آنذاك أعتمد على أهلي والأطبّاء والممرّضات".
ويخبر بشارة: "بعدما وعيت من الغيبوبة، استغرقت فترة التعافي حوالى شهر في المستشفى وتخطّت هذه المدّة في المنزل. كانت مرحلة صعبة جدًّا عشتها بإيمان ورجاء كبيرَيْن.
احتجت إلى أكثر من أسبوعَيْن لأتمكّن من تحريك يد واحدة، وبقيت لفترة طويلة عاجزًا عن المشي... لقد اهتمّت أمّي بي كثيرًا، ورفضت إحضار ممرّض. في أوقاتي الصعبة، لم أتوقّف عن ترداد: مع آلامك يا يسوع. يا ربّ! يا عدرا! لم تبارحني مريم العذراء طوال فترة مرضي، واحتفظت بصورة القديس شربل في سريري.
بعد هذه المرحلة الأليمة، شكّلت عودتي إلى العمل جزءًا من التعافي، فعاودت المشي بفضل مساعدة كثيرين. نعم، لقد عدتُ إلى الحياة وأنا ممتنّ لكل الصلوات والرسائل والشموع المُضاءة على نيّتي".
نحو الشفاء التام!
ويتابع بشارة: "لم ينتهِ مشواري المثخن بالجراح إذ كشفت الفحوصات بعد مرحلة التعافي عن تليّفٍ في الكبد، ربّما بسبب التعب الذي حلّ على جسمي. هذه المرّة، قرّرت حمل الصليب منفردًا، بقلب نابض بالإيمان الثابت، واثقًا بأن الله لن يتركني. رفعت الصلوات دومًا وأكملت حياتي بشكل طبيعي بين العمل والسفر، وتحسّنت صحّتي تدريجيًّا إلى أن نلتُ الشفاء التام".
ويختم بشارة اختباره عبر «آسي مينا»، رافعًا الشكر إلى الربّ على كل النعم التي أغدقها عليه، ولا سيّما هبة الحياة، وعلى الحبّ الغامر كيانه، وأهله وأمّه ورفاقه وأحبّائه.
مديرة التحرير السابقة في «آسي مينا»، صحافيّة لبنانيّة ملتزمة. سعيت دومًا في مسيرتي المهنيّة إلى حمل شعلة البشارة باسم يسوع المسيح وإيصال كلمته إلى أقاصي الأرض.
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته
شهادة حياة شابّة لبنانيّة ملتزمة في الكنيسة، تعرّضت لحادث سير مروّع، فكان انطلاقة جديدة لمسيرة رائعة مع الربّ يسوع. إنها د. سامية خليفة التي تنقل إلى قرّاء "آسي مينا" اختبارها الروحي، وتخبر عن مسيرة مفعمة بالبركات الإلهيّة.