عمشيت, الثلاثاء 13 ديسمبر، 2022
«نشارك في مشروع الخلاص عندما نستقبل كلمة الله بالرغم من ضعفنا على مثال يوسف، وعندما نقول نعم على مثال العذراء مريم، وبإيماننا والتزامنا، وبعيشنا الحبّ مع رسالتنا المسيحيّة نجعل المسيح حاضرًا، يتجسّد اليوم من خلالنا في بيوتنا ومجتمعاتنا وبلداتنا. ندعو الربّ أن يعطينا هذا الإيمان، مصدّقين أن كل ما نقوم هو عمل الربّ من خلالنا». بهذه الكلمات، تناول المطران ميشال عون راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة عمل الله الخلاصي والرسالة المسيحيّة في عظته التي ألقاها في قداس إلهي ترأسه بمشاركة المطران بولس روحانا النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونيّة، في إطار الاحتفال برتبة تبريك كنيسة مار زخيا الجديدة في عمشيت في لبنان وتكريس مذبحها.
قُبيل الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة، تمّ تكريس باب الكنيسة الرئيسي بالزيت المقدّس ثلاث مرّات على شكل صليب، ومن ثم برشّ الماء المبارك.
وعبّر عون في كلمته عن فرحه الكبير بهذه المناسبة، مؤكدًا أن الفرحة لا يشعر بها أبناء عمشيت ورعيّة مار زخيا وحدهم بل إنّها تعمّ كل الأبرشيّة. وقال: «اليوم نشهد على عمل الربّ من خلال تعبنا وجهدنا والتزامنا البشري. هو الربّ الذي يسهر ويقود كل عمل يصير بحسب إرادته. نعرف أن التحدّيات كانت كبيرة، خصوصًا في السنوات الأخيرة مع الأزمة الاقتصاديّة الخانقة التي تضرب لبنان، لكن بالرغم من كل التحدّيات، بقيت الإرادة وحبّ الكنيسة أكبر من أي تحدٍّ، مع الاتّكال على عناية ربّنا الأبويّة».
كذلك، ثمّن عون دور كلٍّ من كاهن الرعيّة الأب شربل أبي العزّ ولجنة الوقف وأبناء الرعيّة والمغتربين، شاكرًا التزامهم الذي أوصل إلى افتتاح الكنيسة، ولافتًا إلى أهمّية فلس الأرملة. وشكر أيضًا حضور الشبيبة القوي في الرعيّة عمومًا وفي هذا الاحتفال، قائلًا: «أتمنّى دائمًا أن تبقى كنائسنا ذلك المكان الذي يجمعنا. وهذه الكنيسة بُنِيَت لكي تكون كبيرة حتى تستطيع استقبال كل أبنائنا وبناتنا... حضور الشباب اليوم يُكبِر القلب، خاصّة عندما نسمع اختبارات الأساقفة والصعوبات التي يواجهونها في وصولهم إلى الشبيبة، فيقولون لنا إنهم لا يرون في الكنائس إلا الذين تقدّموا في العمر». وأضاف: «بتضافر جهودنا جميعًا، وبإيماننا ومحبّتنا، نستطيع دائمًا أن نبني رعايانا، ليس من خلال بناء الحجر فحسب، إنّما أيضًا عبر بناء كنيسة المسيح السرّية التي ننتمي إليها جميعًا. وبالقدر الذي نكون به حاضرين بفعاليّة، يكون يسوع حاضرًا من خلالنا في قلب العالم، هكذا حدّد المجمع الفاتيكاني الثاني مفهوم الكنيسة».