بيروت, الثلاثاء 13 ديسمبر، 2022
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس نعمة الله الحرديني، الراهب اللبناني الماروني، في 14 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام. هو من اشتهر بقوله: «الشاطر يلي بخلّص نفسو».
أبصر يوسف كسّاب النور في قرية حردين بقضاء البترون شمال لبنان في العام 1808. ترعرع في بيئة جبليّة زراعيّة في قلب عائلة مسيحيّة صالحة غرست في تربة وجدانه أزاهير التقوى وعيش كلمة الله. والده جرجس كسّاب، أمّا أمّه فتُدْعَى مريم رعد. في العام 1816، التحق بمدرسة دير مار أنطونيوس-حوب، وهي تابعة للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، وتابع دراسته فيها حتى العام 1822.
في العشرين من عمره، بينما كان يصلّي، سمع صوت الربّ يناديه في أعماقه، فترك كل شيء حبًّا بالمسيح، ودخل إلى دير مار أنطونيوس الكبير-قزحيا في الأوّل من نوفمبر/تشرين الثاني 1828. ارتدى ثوب الابتداء متّخذًا اسم الأخ نعمة الله، وتعلّم صناعة تجليد الكتب والخياطة، ثمّ أبرز نذوره الرهبانيّة في العام 1830. ولمّا أكمل دراسته في الفلسفة واللاهوت، رُسِمَ كاهنًا في دير مار قبريانوس ويوستينا في 25 ديسمبر/كانون الأوّل 1833.
تسلّح القديس نعمة الله الحرديني بأسمى الفضائل، فعاش النسك والزهد والتقشّف وتميّز بالصبر والتواضع والطاعة، وتحمّل أعباء المسؤوليّة الإداريّة، وعُرِفَ بحكمته في تدبير الأمور. عُيِّنَ مديرًا للإخوة الدارسين في دير كفيفان، وتسلّم مهمّات المدبّر العام للرهبانيّة، ثم عُيِّنَ وكيلًا لدير مار مارون-عنّايا في العام 1848. وبعدها استقرّ في دير كفيفان، متابعًا رسالته التعليميّة في تدريس اللاهوت الأدبي للإخوة الطلاب، ومن بينهم القديس شربل مخلوف. وهكذا غدت حياته أنشودة صلاة، عاكسةً نورانيّة المسيح حتى النفس الأخير.