بيروت, الأحد 11 ديسمبر، 2022
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد القديس البار دانيال العمودي في 11 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام. هو من عاش التقشّف والصلاة على مثال معلّمه سمعان العمودي.
أبصر دانيال النور في ميتارا الواقعة قرب مدينة سميساط. لمّا بلغ الثانية عشرة، سمع صوت الربّ يسوع يناديه، فقرّر حينها الدخول إلى الدير حيث عاش حياة النسك، مواظبًا على التقشّف والصلاة. وكان في أعماقه شوق إلى رؤية القديس سمعان العمودي، فتمكّن من لقائه ونيل بركته.
ثمّ تابع سيرة التقوى إلى أن مات رئيس الدير، فأجمع حينئذٍ الرهبان على انتخابه رئيسًا إلّا أنه اعتذر وتوجّه إلى القديس سمعان العمودي كي يرشده، ووفق مشورته انطلق إلى القسطنطينيّة حيث راح يمضي وقته في التأمّل وتلاوة المزامير حتى بلغ أسمى درجات القداسة. ذاع صيت فضائل البار دانيال بقوّة، وتوافد إليه الناس من كل صوب.
أوصى القديس سمعان العمودي بإعطاء ثوبه للبار دانيال بعد موته. وبعدما رقد بسلام في العام 416، تحقّقت وصيّته، واعتبر تلميذه دانيال أن رداء أستاذه هو الهديّة الأثمن في حياته، فسار على دربه، وبنى له عمودًا قرب القسطنطينيّة، وصعد إليه، وكان لا يهاب برد الشتاء ولا حرارة الصيف، وظلّ على تلك الحالة طوال ثلاثين سنة، بلا تعب أو ملل. ثمّ راح يشفي الناس من أمراض النفس والجسد بنعمة الربّ.