عندما تُقرع طبول الحرب وتعصف رياح الكراهية والسيطرة على العالم، تصبح الشعوب ضحايا النزاعات الدوليّة.
وسط الأحداث المأساويّة في أوكرانيا، تُضاء شمعة الأمل في قلوب المؤمنين الذين لم يختاروا الحرب، بل فُرضت عليهم.
لبنانيّون كثيرون انتقوا أوكرانيا وجهةً لهم لأنهم وجدوا فيها ما افتقدوه في بلدهم من احترام للمواطنين وفرص عمل تحاكي طموحاتهم، ولمسوا تشابهًا في القيم والضيافة بين الشعب اللبناني والأوكراني، فانتقلوا للعيش الآمن في شرق أوروبا.
نور في عتمة الحروب الدامية
في حديث خاصّ لـ"آسي مينا"، أخبر المدير التنفيذي في المركز اللبناني للبحوث والدراسات "بوليتيكا" طوني حبيب، لبناني كاثوليكي متزوّج من أوكرانيّة، عن اختباره في الحرب الروسيّة-الأوكرانيّة، ودور الربّ في عتمة الحروب الدامية.
وقال حبيب: في العام 1985، انتقلت إلى أوكرانيا لمتابعة دراستي فيها، وأنهيتها في العام 1991. عملت بين لبنان وأوكرانيا إلى أن قرّرت العودة إلى بلادي في العام 2007. عندما اندلعت الحرب الأخيرة، كنت في أوكرانيا، وأعادني هذا المشهد الدامي بالذاكرة إلى الحرب اللبنانيّة التي عشتها منذ طفولتي.
وتابع: كوني محلّلًا سياسيًّا، أعدّ دراسات متعلّقة بالمنطقة والأوضاع السياسيّة، كنت أستشرف مسار الأمور لكنني لم أتوقّع أن يقدم الرئيس الروسي على هذه الخطوة المجحفة في حقّ أوكرانيا.
وأردف حبيب قائلًا: أسكن في مدينة لفيف في غرب أوكرانيا، والتي تبعد عن الحدود البولنديّة 70 كيلومترًا وتستقبل النازحين من كل أطراف البلاد لأنها الأكثر أمانًا، وتضمّ جاليات البعثات الديبلوماسيّة. تعرّضت القواعد المحيطة بنا للقصف بينما بقيت مدينتنا سالمة حتى الساعة. غادرت أوكرانيا منذ 10 أيّام قبل إقفال أجوائها الجوّيّة.
أكد حبيب أن الاتكال على الربّ شرّع أبواب العودة الآمنة إلى لبنان، مشدّدًا على أن صمود الشعب الأوكراني لا يعود إلى الدعم المالي والعسكري المقدّم من الحلفاء، بل لأن الله يريد أن يحمي هذا الشعب الذي حارب من أجل سيادته واستقلاله وقراره الحرّ على مدى أكثر من 20 عامًا.
وتحدّث حبيب بقلب مفعم بالتعزيات عن دور الإيمان في حياة أسرته إذ إنها مؤمنة وملتزمة، لافتًا إلى أن زوجته من طائفة الروم الكاثوليك، التي بقيت في أوكرانيا على الرغم من الاضطهادات في الاتحاد السوفياتي، وأحد أجدادها "إيفان دزياديك" هو من الطوباويين الذين أعلنهم البابا يوحنا بولس الثاني.
وختم حبيب حديثه عبر "آسي مينا"، معربًا عن رغبته في العودة القريبة إلى لفيف لمساندة أهل زوجته الذين لم يبرحوها، ومتمنّيًا أن يحلّ السلام في أوكرانيا.
مديرة التحرير السابقة في «آسي مينا»، صحافيّة لبنانيّة ملتزمة. سعيت دومًا في مسيرتي المهنيّة إلى حمل شعلة البشارة باسم يسوع المسيح وإيصال كلمته إلى أقاصي الأرض.
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته