القبيّات, الأحد 11 ديسمبر، 2022
حين نتأمّل في حدث ولادة يوحنا المعمدان، نجد مواقفَ عدّة تخرق رتابة الأحداث اليوميّة في حياة من عاصروها بما حملت من عناصر مفاجئة كسرت التقاليد المعتادة، وجعلت من هذا الحدث مقدّمةً لمسيرة حياةٍ استثنائيّة بكل أبعادها، وتتلخّص في كلمتَيْن: يوحنا المعمدان.
في عظة منسوبة إلى القديس غريغوريوس العجائبي (نحو 213-270) عن عيد الظهور الإلهي (الدنح)، نجد نصًّا تأمّليًّا يتوجّه يوحنا المعمدان عبره إلى الربّ يسوع قائلًا: «عِنْدَما وُلدْتُ، شَفَيتَ عُقمَ تِلكَ التي أَنْجَبَتْني؛ وعِنْدَما كُنْتُ مَولودًا جديدًا، شَفيتَ بُكْمَ والِدي مِن خِلالِ تَلَقّي نِعمَةَ هذِه المُعْجِزَةِ مِنكَ».
العقم هو عجز الجسد عن إنتاج الحياة، والبكم هو عجز الجسد عن إنتاج الكلام... وكلاهما شُفيا بولادة يوحنا حين أعاد الرجاء بالحياة إلى البشريّة، فيوحنا هو الذي سيدعو الناس إلى التوبة، أي إلى تجديد الحياة بالله عبر العودة إلى الله الذي، في يسوع، أضحى كلمةً متجسّدة في تاريخ البشر بعدما عجز كلام الأنبياء والمرسلين عن التأثير بالناس كي يعودوا إلى الله!
في ولادة ابنه، تكلّم زكريّا فنطق باسم يوحنا ومعناه «الله تحنّن» وهو ما سينبئ بتحنّن الله على البشريّة من خلال تجسّد ابنه الوحيد الذي سيفدي العالم!