لندن, الجمعة 2 ديسمبر، 2022
أظهر إحصاء للعام 2021 نشر نتائجه «المعهد الوطني البريطاني للإحصاء» فقدان المسيحيّة موقعها كديانة لغالبيّة المواطنين في كل من إنكلترا وويلز، وهو حدث تاريخي غير مسبوق في تاريخ المملكة المتحدة لأنه يأتي بعد نحو 1300 سنة شكّلت فيها المسيحيّة دين الغالبيّة العظمى من سكان تلك المنطقة.
وبحسب الاستطلاعات الأخيرة التي تُجْرَى كل 10 سنوات، باتت نسبة الأشخاص الذين يُعرّفون أنفسهم بأنهم مسيحيّون 46.2% بينما بلغت قبل عشرة أعوام 59.3%. في مقابل ذلك، ازدادت نسبة من يُعرّفون أنفسهم بأنهم مسلمون من 4.9 إلى 6.5%. لكن أكثر ما لفت الانتباه هو الارتفاع الكبير في نسبة من يُعرّفون أنفسهم بأنهم لا ينتمون إلى أيّ دين (اللادينيين) لتبلغ 37.2% بعدما كانت 25% فقط.
من الأسباب التي أدّت إلى تراجع المسيحيّة في بريطانيا خروجها من الاتّحاد الأوروبي، ما قلّل من هجرة العمالة الكاثوليكيّة، ولا سيّما من البولنديين. ومن الأسباب أيضًا التعدّيات الجنسيّة من جانب رجال دين على الأطفال، وهو ما أثار ردّ فعلٍ سلبيًّا لدى البعض.
وهناك عامل آخر يتمثّل في عدم اهتمام السلطة السياسيّة بالشؤون الدينيّة الداخليّة، ومن بينها المسيحيّة التي لم تحظَ بالاهتمام المطلوب. فمنصب «الحاكم الأعلى للكنيسة الأنغليكانيّة»، وهو عادةً من نصيب الملك أو الملكة، بات في الحقيقة منصبًا اسميًّا ليس له تطبيق على أرض الواقع. والملك تشارلز الثالث، سواء الآن أو عندما كان أميرًا على ويلز، لم يكن يبدي اهتمامًا خاصًّا بدينٍ معيّن أكثر من غيره. وهذا ما سمح لمختلف المعتقدات والأفكار بالتغلغل إلى المجتمع البريطاني، لتُبْعِدَ أفراده عن التقاليد المسيحيّة وعقيدتها.