بيروت, السبت 3 ديسمبر، 2022
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد القديسة بربارة في 4 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام. هي من ماتت شهيدة، مقطوعة الرأس بالسيف حبًّا بالمسيح.
وُلِدَت القديسة بربارة في أوائل القرن الثالث للميلاد في نيقوميديا. تميّزت بجمالها وتواضعها ومحبّتها العميقة لجميع الناس. كان والدها ديوسقورس وثنيًّا واشتهر في زمانه بالغنى الفاحش وبقساوة قلبه، كما عُرِفَ بكرهه الشديد للمسيحيين. ثمّ توفّيت أمّها وهي صغيرة. بعدها، حصدت القديسة بربارة ثقافة دنيويّة واسعة في مختلف العلوم، لكنها على الرغم من كل ذلك، كانت تشعر بفراغ أليم في داخلها وتحتقر الأوثان، على عكس أبيها، فراحت تبحث عن كُنْهِ الإله الحقيقي، خالق الكون وما فيه.
استفسرت بربارة من بعض الخدم المسيحيين لديها عن حقيقة إلههم، فأرشدوها كي تبعث برسالة إلى العلّامة أوريجانوس، وهو يجيبها عن كل تساؤلاتها. وهكذا، كتبت بربارة له، وبعد ذلك أرسل لها الردّ مع تلميذه الأب فالنتياس الذي لقّنها التعليم المسيحي، وشرح لها عقيدة التجسّد الإلهي وبتوليّة العذراء مريم والدة الإله. ولمّا مَلَكَ يسوع على كيانها، نالت سرّ العماد، مُكرِّسَةً ذاتها بكلّيّتها للربّ يسوع.
بعدئذٍ، تقدّم لها شاب غني ابن أحد أمراء المنطقة، ففاتَحَها والدها بالموضوع، لكنها اعتذرت منه بطريقة ذكيّة وأفهمته عدم رغبتها بالزواج في الوقت الحاضر لكنّه لاحظ بعد فترة تبدّلًا جذريًّا في سلوك ابنته بربارة ليكتشف لاحقًا أنّها حطّمت تماثيل الأوثان في قصره، فغضب منها بشدّة، وانكبّ عليها ضربًا وتجريحًا، لكنها هربت من أمام وجهه. وبعد أيّام، فاتحها مرّة أخرى بأمر تزويجها، إلّا أنّها رفضت، معلنةً أنها قد وهبت نفسها للربّ يسوع، فخرج عن طوره وكاد أن يقتلها، معتبرًا كلامها إهانة له ولدينه الوثنيّ.