القبيّات, الأحد 4 ديسمبر، 2022
بعد تلقّيها خبر البشارة بالحبل الإلهي، قامت أمّنا مريم العذراء وانطلقت نحو منزل أليصابات لتخدمها (لوقا 1: 39-56)...
تأمّل البابا فرنسيس في هذا الحدث في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في 23 ديسمبر/كانون الأوّل 2018، وقال: «كون مريم قد "قامت" للذهاب مسرعة إلى أليصابات، والقيام هو فعل مفعم بالحنان. فقد كان بإمكان مريم أن تظلّ في بيتها لتستعد لميلاد يسوع، لكنها اهتمّت أوّلًا بالآخرين لا بنفسها لتثبت أنها تلميذة للربّ الذي تحمله في بطنها».
أمّا مريم التي لم تغرق بعد البشارة في تحليل الحدث وأبعاده، فاندفعت ببساطتها وبقوّة إيمانها، منطلقةً في سبيل الخدمة، كما أوضح البابا فرنسيس في 19 ديسمبر/كانون الأوّل 2021، وفي كلمةٍ له قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي حين قال: «بعدما تلقّت بشارة الملاك، لم تبقَ مريم العذراء في البيت لتفكّر وتعيد التفكير بالذي حصل معها ولتنظر في المشاكل والمفاجآت، الكثيرة بلا شك... على العكس، فكّرت أوّلًا في الذين هم بحاجة: بدلًا من أن تتعامل مع مشاكلها، فكّرت في الذين هم بحاجة، فكّرت في قريبتها أليصابات التي تقدّمت في السّن وكانت حاملًا...».
إنّ مريم لم تتكبّر بسبب حملها الإلهي ولم تسعَ لاستغلال هذا الوضع للتمتّع بامتيازات خاصّة -ألمحت إليها أليصابات في ترحيبها بها قائلةً: «مباركة أنتِ في النساء! ومباركة ثمرة بطنك! من أين لي أن تأتيني أمّ ربّي؟» (لوقا 1: 42-43)- بل سارعت إلى الخدمة التي هي فعل تواضع ينبع من تجسّد ابن الله في رحمها، والذي قال فيه مار بولس ما يلي: «المسيح يسوع هو الذي في صورة الله لم يعد مساواته لله غنيمة بل أخلى ذاته متّخذًا صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر في هيئة إنسان!» (فيليبي 2: 5-7).