روما, الجمعة 2 ديسمبر، 2022
«أعتبر دعوتي إلى خدمة أبناء الشرق وبناته في الجزء الأكبر من حبريّتي نعمة خاصّة لأنّ وجودهم في التناقضات التي تعيش جماعاتهم فيها يعيدنا إلى الأصول وإلى شرارة نار العنصرة، ويمنعنا من صمّ آذاننا أمام صلاة يسوع "ليكونوا بأجمعهم واحدًا" التي تُحيي المسكونيّة وتجبرنا، إن لم نكن نرغب بتحويل العالم إلى كومة رماد، على أن نسير على دروب اللقاء مع الذين يعيشون تجارب دينيّة مختلفة». هذا ما قاله الكاردينال ليوناردو ساندي، في قدّاس احتفالي في بازيليك الرسل الاثني عشر في روما بمناسبة مرور 55 سنة على رسامته الكهنوتيّة و25 سنة على رسامته الأسقفيّة ونهاية خدمته في رئاسة دائرة الكنائس الشرقيّة الفاتيكانيّة.
تكلّم ساندري عن مريم العذراء في هذا القدّاس الذي أتى أيضًا ضمن تساعية الحبل بلا دنس التي تحتفل بها هذه البازيليك، قائلًا: «فيها نرى عمل الله ونتأمّل به. هو وضعها كمدينة قويّة تغنّى بها النبي (أشعيا)». ولفت إلى أن التواضع يترك مكانًا لله ولعمله.
وتطرّق ساندري إلى مرحلة خدمته الأسقفيّة مفسّرًا: «لم يكن عملي منفصلًا عن قطيع أوكل إليّ كما في حالة راعي الأبرشيّة، بل في الوجوه الكثيرة والمواقف واللقاءات الرسميّة والخاصّة: بحثتُ عن تقديم ذاتي واستقبال الآخرين بالبسمة عينها، أكانوا رؤساء دول أم صغارًا تعتني بهم راهبات الأمّ تريزا في أرمينيا أو في أثيوبيا أو نزلاء معهد "إِفَّتِحْ" أو مسكن الطفل يسوع في بيت لحم». واعتبر ساندري أن العودة إلى ينابيع الخلاص وأماكن التجسّد والفداء المقدّسة مهمّة، فيها نضع حالاتنا الشخصيّة والكنسيّة والعالميّة.
وقال: «أدعوكم إلى رفع الشكر معي من أجل كل خير تمكّنت من صنعه والتعرّف عليه». واستذكر ساندري عمله مع القديسة الأمّ تريزا دي كالكوتا عندما خدم في أمانة سرّ الفاتيكان والليلة التي أعلن فيها وفاة البابا يوحنا بولس الثاني في ساحة القديس بطرس.