القدس, الثلاثاء 6 ديسمبر، 2022
عاشت القدس توتّرات كثيرة لا تزال تتوالى فصولًا، وارتبط اسم هذه المدينة ارتباطًا وثيقًا بمظاهر التصادم والتفرقة بين الشعوب وأتباع الديانات المختلفة، ويكاد دم أبنائها لا يكفّ عن النزيف بسبب مخطّطات سياسيّة مختلفة مبنيّة على أحاديّة الرأي والانغلاق على النفس.
يعترف الجميع بمدى أهمّية هذه المدينة روحيًّا وتاريخيًّا وثقافيًّا وحتى عاطفيًّا، لكن المفارقة الأهمّ في هذا السياق تتمثّل في معنى اسم هذه المدينة باللغتَيْن العربيّة والعبريّة: فقد سمّاها العرب «القدس» للدلالة على مدى قدسيّة هذه البقعة من الأرض، أمّا اليهود فسمّوها «أورشليم» أي مدينة السلام!
قد يكون سبب النزاع في القدس هو نفسه لدى الأطراف كافّة، فالجميع يرون في هذه المدينة بيتًا مقدّسًا وإرثًا عزيزًا وشرفًا لا يمكن التخلّي عنه، وهذا ما يدفعهم إلى التفكير في اتّجاه واحد من دون وجود مخرج من الوضع المأزوم. لكن هناك من يفكّر بشكلٍ مغاير حتى لو سار عكس التيار: إنّهم هؤلاء الذين قرّروا تحويل هذه الأرض من مكان توتّر وصدام إلى مكان لقاء وحوار في محاولة منهم لجعل القدس جسر تواصل لا سور تفرقة.
إحدى هذه المبادرات القليلة -التي غالبًا ما تكون نادرة- هي مبادرة لمؤسّسة «ساكسوم» الدوليّة أطلقت عليها تسمية «حوارات الأرض المقدّسة».