لم يكن يوم الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 عاديًّا، بل كان عرسًا حقيقيًّا لهذا الشاب اللبناني المسلم إذ تكلّل بفرح عظيم، وشاركته السماء سعادته لأنها احتفلت معه بنيله سرّي المعموديّة والتثبيت.
إنه حسن بولاد الذي اعتنق المسيحيّة، واختار جورج اسمًا له، يخبر «آسي مينا» عن مسيرة تفيض بالنعم والفرح مع الربّ.
نقطة التحوّل في حياتي
"في الماضي، اقترفت خطايا كثيرة، مستسلمًا لأهواء الجسد وملذّاته… لمّا عرفت يسوع، تركت حياتي القديمة بين ليلةٍ وضُحاها. تدخُّل الربّ غيّر كل شيء"، يقول جورج.
"شكّل ما حصل مع جدّتي نقطة تحوّل مهمّة في حياتي؛ تعرّضت جدّتي لحادثٍ أدّى إلى إصابتها بالشلل، ولم تعد قادرة على المشي. لم يعطنا الطبيب المعالج أملًا بأنها ستعاود المشي مجدّدًا. لمّا خرجت من المستشفى، تراءى لها شخصٌ مشعٌّ بالنور، وقال لها: امشي! فأجابته: كيف أمشي وأنا مشلولة؟ ردّ عليها: أنا أقول لكِ: انهضي وامشي باسم الربّ! استيقظت جدّتي ومشت بشكل طبيعي. لقد شفاها يسوع! استجاب الربّ دعاءها".
هُدِرَ دمي لكنني لم أتراجع
ويخبر جورج عن بداية مسيرته مع الربّ: "قبل أن أتعرّف إلى المسيح، شاهدت فيلمًا عبر يوتيوب يتناول حياته، فانجذبت إليه ورغبت بالغوص في معرفته، وقادني هذا الفيديو إلى فيلم آخر يسلّط الضوء على حياة القديس شربل.
إن الربّ لمس قلبي، وقرّرت اتّباعه، فتتلمذت له منذ سنة وشهرَيْن.
لمّا علم والدي بقراري اعتناق المسيحيّة، نكرني ومنعني من رؤية إخوتي والتواصل معهم وحرمني من الميراث وهدّدني، وهُدِرَ دمي. لم أتراجع أبدًا، بل تمسّكت بكلام يسوع في الإنجيل: «من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه، ويتبعني» (لو 9: 23).
ويقول الربّ أيضًا: «من أحبّ أبًا أو أمًّا أكثر منّي، فلا يستحقّني» (مت 10: 37). تمسّكت بهذه الآية وتبعت يسوع، وها أنا اليوم أكرّس وقتي في مساعدة الفقراء والصلاة والبشارة.
في مقابل نكران والدي، دعمتني والدتي المسيحيّة، وكانت سعيدة بقراري، وقالت لي إنني مندفع للمسيحيّة أكثر من أيّ مسيحي معمّد منذ ولادته".
ما لمسني في المسيحيّة
ويتابع جورج: "منذ صغري، كانت زوجة أبي تحضّني على قراءة القرآن لكنني لم أتأثّر به أبدًا، ولم أكن أقصد الجامع إلا كي أطيع أبي وأتجنّب التعرّض للضرب.
لم يلمسني القرآن، ولا سيّما الدعوة إلى شريعة العين بالعين والسنّ بالسنّ.
في المقابل، لمسني في المسيحيّة تشديد يسوع المسيح على عيش المحبّة والمسامحة وعدم الشهادة بالزور والابتعاد عن القتل والزنى.
حينئذٍ، ركّزت على بناء ذاتي وتتميم وصايا الربّ، وباتت حياتي شبيهة بالحياة المكرّسة: صلاة وخدمة.
صحيح أنني حُرمت من أسرتي لكن الربّ منحني عائلة كبيرة جدًّا متمثّلة بالجماعات التي التزمت فيها ومدّتني بالقوّة وجعلتني أتمسّك بيسوع، وهي «بيت العناية الإلهيّة» و«سفراء المسيح» و«يسوع بحبّك وجايي يزورك».
اخترت جورج اسمًا لي بعدما تعرّفت إلى سيرة حياة القديس جرجس وجهاده حتى الاستشهاد، ورغبت بأن أكون على مثاله في الإيمان والصلاة والتواضع، فضلًا عن كونه اسم جدّي.
كان نيلي سرّ المعموديّة بمثابة ولادتي الجديدة، وأنا حاليًّا أشعر بالراحة على الصعد النفسيّة والروحيّة والجسديّة. هجرني القلق لمّا مشيت مع الربّ، وأنا متحمّس كثيرًا لمتابعة المسيرة معه، وأتمنّى أن أموت شهيدًا من أجل المسيح".
لتكن مشيئة الربّ في حياتي!
ويقول جورج: "أسأل الله دائمًا أن أعمل مشيئته في حياتي إلى أبد الآبدين. أتمنّى أن أبشّر العالم بأسره، وأكون تلميذَ يسوع ومسيحيًّا حقيقيًّا!
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
تغمرني السعادة لأنني سأحتفل بالميلاد هذا العام، وأنا مسرور ومتشوّق للمشاركة في الصوم المسيحي.
أتمنّى من جميع قرّاء اختباري، مهما كانت ديانتهم، أن يطّلعوا على الإنجيل لأنهم سيكتشفون فيه المحبّة والسلام، وأدعوهم إلى دخول كنائسهم والالتزام في الجماعات ومعرفة حقيقة المسيحيّة والغوص في عمقها".
ويختم جورج اختباره عبر «آسي مينا»، رافعًا الشكر إلى الربّ لأنه أعطانا جسده ودمه وصُلِبَ عنّا من أجل خطايانا ووهبنا أمّه الحنون مريم، ويحمده على مسيرته والقوّة التي منحه إيّاها ليتشدّد بها ويحقّق مشيئته في حياته إلى الأبد.
مديرة التحرير السابقة في «آسي مينا»، صحافيّة لبنانيّة ملتزمة. سعيت دومًا في مسيرتي المهنيّة إلى حمل شعلة البشارة باسم يسوع المسيح وإيصال كلمته إلى أقاصي الأرض.
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته
شهادة حياة شابّة لبنانيّة مسلمة تبدّلت حياتها بعدما تعرّفت إلى يسوع، فتمسّكت به على الرغم من كل الاضطهادات والعثرات والمحاولات الهادفة إلى إبعادها عنه. إنها ياسمين بيضاوي التي اعتنقت المسيحيّة، واختارت ريتا-ماريا اسمًا لها، ونالت إجازة في اللاهوت، تخبر "آسي مينا" عن مسيرة تفيض بالإيمان والثقة والتمسّك بحبّ يسوع المسيح إلى الأبد.